Odipus Da Theseus
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Nau'ikan
14
وكانت كبقية رعيتها الإناث عوراء الصدر ليس لها إلا ثدي واحد، ولكن هذا لم يكن يعيبها. كانت قد مرنت على السباق والصراع، وكانت عضلاتها صلابا غزارا كعضلات المصارعين من فتياننا. جاهدتها، وكانت تضطرب بين ذراعي، كأنها السنور العظيم؛ فإذا نزع سلاحها جاهدت بالمخالب والأسنان، وكانت تثور حين تراني أضحك - وكنت مثلها لا سلاح لي - وتثور خاصة لأنها لم تكن تملك أن تصرف عني حبها. لم تتح لي قط امرأة أجمع منها لخصال العذراء ولا علي بعد ذلك أنها لم ترضع ابننا هيبوليت إلا من ثدي واحد، فقد كنت حريصا على أن يكون هذا العفيف النافر ولي عهدي.
وسأقص فيما بعد ما جعل حياتي كلها حدادا؛ فليس يكفي أن يوجد الإنسان، ولا أن يكون قد وجد، وإنما يجب أن يورث ويعمل بحيث يشعر أن وجوده لم يتم، وأنه ما زال متصلا محتاجا إلى أن يكمل؛ كذلك كان يعيد علي جدي. لقد كان بيتيه
15
وإيجيه أذكى مني قلبا، كما كان بيرتيوس يفضلني الآن في الذكاء.
ولكن يعرف الناس في حسن التقدير. فأما سائر خصال الخير فتأتي بعد ذلك ما دمت لم أفقد قط الإرادة التي تدفعني إلى الرغبة في الإتقان لكل ما أحاول. كما أن لي حظا من شجاعة يدفعني إلى محاولة الأمور الجسام.
كنت من أشد الشباب طمعا، وكانت المآثر التي تنقل إلي عن ابن خالتي هيرقل تزيد شبابي طموحا وقلقا، ولما تركت تريزين
16
وهي المدينة التي كنت أعيش فيها لألحق في أثينا بأبي المفروض، لم أرد أن أسمع للنصائح التي قدمت إلي على ما كانت تمتاز به من سداد. كان يشار علي بركوب البحر؛ لأن طريق البحر أشد أمنا؛ ومن أجل هذا الخطر كنت أوثر طرق البر؛ لأنها بما فيها من التواء كانت تتيح لي أن أظهر حسن بلائي.
وكانت جماعات مختلفة من قطاع الطرق قد ملأت الأرض فسادا أسرفت في ذلك آمنة منذ أخذ هيرقل يستأنث على قدمي أومفال. كنت في السادسة عشرة، وكان الميدان أمامي رحبا، وكانت نوبتي قد حلت، وكان قلبي يتوثب إلى أقصى حدود ما كنت أجد من فرح ومرح.
Shafi da ba'a sani ba