Odipus Da Theseus
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Nau'ikan
وكان يقول: ليس الإنسان خليقا أن نشغل به أنفسنا إلى هذا الحد.
وكنت أجيبه: وبماذا نشغل أنفسنا إذا لم نشغلها بالإنسان الذي لم يقل كلمته الأخيرة بعد؟
وكان يقول لي أيضا: هون عليك. ألم تقدم بين يديك ما يكفي من العمل؟ الآن وقد ضمنت الرخاء والدعة لأثينا تستطيع أن تستريح إلى المجد وإلى سعادة الزوجية.
وكان يلح علي في أن أعنى بفيدر، ولم يكن مخطئا في هذه النصيحة على الأقل؛ فقد يجب أن أقص الآن ما أصاب حياتي المنزلية من اضطراب، وهذا الحداد البغيض الذي أديت به إلى الآلهة ثمن ما أتيح لي من نجاح، وما اتصفت به من عجب وتيه.
الفصل الثاني عشر
لقد كانت ثقتي بفيدر لا حد لها، وكنت أراها تزداد جمالا وظرفا على مر الشهور؛ وكانت حياتي كلها نقاء وطهرا. وكنت قد استنقذتها صبية من بيئتها السيئة ؛ فلم أقدر أنها استبقت من هذه البيئة بعض دواعي الشر.
وليس من شك في أنها ورثت بعض خصال أمها، وكان اعتذارها فيما بعد بأنها غير مسئولة، وبأن القضاء قد سخرها لما أراد، يقوم على بعض الحق. ولكن لم يكن هذا كل شيء، وأظن أنها كانت تسرف في ازدراء أفروديت. والآلهة ذوو انتقام، فلم يغن عنها آخر الأمر إلحاحها في ترضي الآلهة بالقربان والدعاء؛ فقد كانت فيدر تقية، كما كانت أسرتها، ولكن كان مما يسوء أن جميع أعضاء الأسرة لم يكونوا يخلصون لإله بعينه؛ فقد كانت باسيفاييه مخلصة لذوس، وكانت أريان مخلصة لديونيسوس.
أما أنا فكنت أعبد بلاس أتينيه وأعبد بوسيدون الذي تجمعني به صلة خفية، والذي كان قد أخذ نفسه لشقائي بأن يستجيب لي حتى لم أدعه عبثا في يوم من الأيام.
أما ابني الذي ولدته لي الأمازون، والذي كنت أوثره أشد الإيثار، فقد كان يعبد أرتيميس إلهة الصيد، وكان عفا مثلها بمقدار ما كنت أنا فاجرا في سنه. وكان يتتبع الأدغال والغابات عاريا تحت ضوء القمر، ويتجنب القصر ومجالس الحكم ولقاء النساء خاصة. ولم يكن يرضى عن نفسه إلا بين كلاب صيده، يتتبع بهن إلى أعلى قمم الجبال، وفي أسفل الأودية والوهاد هرب الوحوش.
وكثيرا ما كان يروض الخيل الجامحة يجريهن على رمال الساحل ليقحمهن أمواج البحر. ما كان أشد حبي له في أطواره تلك! فقد كان رائعا أبيا متمردا إلا علي بالطبع؛ فقد كان يؤثرني بالإكبار والإجلال، ولكن على الأوضاع التي تحد من سلطان الإنسان وتفل من عزمه. لقد كنت أريد أن أختصه بولاية عهدي، وكنت خليقا أن أنام هادئا مطمئنا بعد أن أسلم أعنة الدولة إلى يديه النقيتين؛ فقد كنت أعرف فيه الامتناع على الرغبة والرهبة جميعا.
Shafi da ba'a sani ba