============================================================
7 - بلاد الحجاز في كتاب النزهة": وحرصت الدولة المملوكية على بسط نفوذها على الحجاز، وذلك راجع إلى عوامل دينية وسياسية، فقد كان شرفا عظيما ودعامة كبرى لكل حاكم مسلم أن يظهر أمام المسلمين في صورة هحامي الحرمين الشريفين"، والمدافع عن الاماكن المقدسة، إضافة الى اظهار التزامه ما درجت عليه العادة منذ عهد الخلفاء الراشدين بارسال الغلال إلى بلاد الحجاز كضريبة يجب أن يؤديها نحو تلك البلاد، وارسال كسوة الكعبة التي كانت تصنع من أنفس منسوجات الشرق. وقد ثبت السلطان الظاهر بيبرس سيادة المماليك في بلاد الحجاز حين قبل أشراف مكة سنة 1268/667، ذكر اسمه في الخطبة ونقشه على السكة، ثم درج من بعده سلاطين المماليك على ذلك(1) .
ولم تستقر الأوضاع لدولة المماليك في الحجاز بعد عهد بيبرس إذ استمرت الخلافات بين الأشراف في مكة والمدينة تثير مشاكل عديدة في وجه دولة المماليك، وكان هؤلاء الأشراف، عند احتدام الصراع فيما بينهم على السيادة والنفوذ يلجؤون إلى السلطان المملوكي الذي كان يتدخل مناصرا هذا أو ذاك حسب ما تفتضيه مصلحة الدولة وتسمح به الظروف القائمة، وأظهر امثلة على ذلك ما اطلعنا به مؤرخنا اليوسفي حيث يشير في سنة 1334/735 -1335، إلى حضور الشريف عطيفة بن أبي نمي إلى السلطان شاكيا أخاه رميثة الذي قطع ساير معالمه وما كان يستهديه من التجار الواردين إلى البلاد، سائلا أن يدعمه السلطان كي يستمر شريكا لأخيه في الإمرة والاقطاع، فأجابه السلطان إلى ذلك(2) .
وتجددت الخلافات بين الأخوين سنة 1337/737، وتطورت الأمور بينها إلى صراع دموي أسفر عن هزيمة لرميثة وخروجه من مكة. وعندما اطلع (1) ابن عبد الظاهر، الروض: 356.
(2) المخطوط: 87ظ.
Shafi 91