============================================================
وكان النشو قد اتخذ له عجايز كثيرة، وعرفهم أن يدخلوا بيوت الكتاب(1) على أنهم ولالات يبيعوا القماش، ويعاملوا النساء ويصبروا عليهم إلى أجل يقع فيه الوفاء، ويتكلموا يكلام يكون فيه الدعاء على النشو، ويذكر ظلمه وعسفه ومسا يفعله ويسمعوا ما يقولوه من الخير والشسر. فحضر بعضهم وعرفه أنها دخلت إلى بيت ابن الجيعان، وأخرجت القماش الذي معها، وأعرضته عليهم، فقلبوه وقالوا: "يا اختي، ومن يتفزع اليوم يلبس قماش على أيام النشو، ومسا في نساء الكتاب إلا من لبس الأبيض وينتظر له عثرة، فقد فعل في الناس الظلم*، واكثروا من شتمه وذمه وتكلموا بما كان في تفوسهم، فحضرت وعرفت النشو الذي اتفق(2)، وكان أحد أولاد [ ابن) الجيعان في الاسطبل كاتب، فسير النشو طلبه إلى عنده، وقال له: " اعمل لي أوراق بما نفقته في الاصطبل والوارد الذي 90ظ عندك" فقال : "ما جرت بهذا عادة، ولا سمع ان كاتب (/ اصطبل يعمل حساب لناظر الخزانة واتفقت بينهم مفاوضة، وكان ابن الجيعان من الكتاب الملتسنة، ودخل النشو للسلطان وعرفه كلام ابن الجيعان، وما ينفق في الاصطبل ما يعلم له اصل، وأنه طلب كاتب الاصطبل وأبى أن يعمل له حساب، فنظر السلطان نحو الشباك(2)1، وقال : "اطلبوا كاتب الاسطبل".
فلما حضر [ ابن الجيعان)، قال [له السلطان) : "ليش ما تعمل حساب الاصطبل وتعطيه للناظر؟ " قال: يا خوند، بدال ما تطلب اب عبي ومقاود، اطلب حساب الذهب الذي يدخل خزانتك، والأصناف التي تحمل بالألوف، وأنت تسمع من هذا الكلام الذي ما له أصل" واقتضى مفاوضته مع النشو قدام السلطان، وأجرى لسانه عليه (1) كذا؛ وفي المقريزي: هبيوت الكباره.
(2) ويضيف المقريزي (2/2: 384) إلى ذلك ما يلي : هوبلغته أيضا ان احد أولاد ابن الجيعان يسعى في نظر الجيش، والآخر يسعى في نظر الخاص،.
(2) المقصود: شباك القصر كما جاء في المقريزي 2/2: 484 .
Shafi 262