============================================================
سنين في خدمة السلطان، وقد رأوه وقع في شدة وغضب السلطان عليه مدة سنة، وتصدق وأفرج عنه لا بد فيهم شفقة ومحبة فحضروا هنوه، ويدعوا أيضا للسلطان وما زال به تايب الشام إلى أن سكن حرجه عنه، وكان لما تحدث النشو معه سير إلى الوالي احضره إلى القلعة، فلما سكن حرجه، قال للأكوز(1): "اخرج هينه واشتمه، وقله لا يجتمع بأحد، ارجع اشنقه "(2). فطلبه إليه، وعرفه ما رسم به السلطان، ونزل من القلعة وأقام بالقرافة، ولم يدخل المدينة. ثم رسم أيضا بالافراج عن المصادرين من قرابته وألزامه وتجار الشرابشيين، بعدما كتب على جميعهم حجج أنهم لم يكن لهم في بيت المال شيء قل ولا جل، وكان أول ما مسكوهم عرف السلطان امر التجار الذي شكوا لنايب الكرك، وأنهم كانوا شركة مع ابن هلال الدولة، ويبيعوا على السلطان المثل مثلين، ويقتسموا بينهم، وأن له (دين)(2) في الخزانة خمسماية ألف درهم على السلطان من ا8ظ نمن القماش، فطلب (( جميع معاملين الشرابشيين وصودروا، وأخد اموالهم الذي قدروا عليها، وكتبوا على كل منهم حجة أن ما له عند السلطان في بيت المال شيء. وكان في جملة التجار شخص يعرف بناصرالدين بن غنايم الشرابشي، وكان قد أصابه ضعف فطلعوا به على جمال، وصار ينادي ويصيح على رأس الجمال : * والله ما لي عند السلطان شيء"، إلى أن دخلوا به قدام الأكوز، وهو يقول ذلك الكلام، ورآه شيخ كبير فرحمه، وقال: "إيش لك عند السلطان؟"، قال : "يا خوند، قسد شهد علي كل من في القلعة أن ما لي عند السلطان شيء، فالله تعالى يجعل السلطان في حل من كل شيء لي ولغيري" فتبسم الأكوز، وكتب عليه إبراء وأطلقه، ولم يأخذ منه شيء، واستأصل مال (1) الأصل: لا لاكوز.
(2) في المقريزي (2/2: 383) * وخرج إليه الاكز وأخرق به، وبلغه عن السلطان انه متى اجتمع به آحد شنقه.
(3) ما بين القوسين ورد على الهامش بالقلم نفسه
Shafi 253