============================================================
بالمقارع، فأدركه [ جركتمر] ابن بهادر، وعرفه أنه تاجر عند قوصون، فقال : "أنا أعرف آنه تاجر عند قوصون، ولا بد من قتله"، وما زال يلاطفه ابن بهادر إلى آن أخده من عنده وهو لا يصدق. وبلغ قوصون الخبر باكر النهار، فنزل لرمي النشاب، وطلب الوالي وشرع في إهانته والاخراق به، فجاوبه جواب منكي إلى آن انحمل وحط يده في السيف فمنعوه جماعة من الذي كانوا معه ، وطردوا الوالى وطلع قوصون القلعة وهو يحرج عليه بهذا السبب، ودخل للسلطان ورأى السلطان في وجه قوصون الغيظ، فسأل منه، فعرفه الذي اتفق له مع أيدكين، فعبس السلطان في وجهه ولم يعبأ بكلامه، وقال: " أنتم كلما وليت آنا واحسد ينفعني تريدوا تخرجوه، ولسو كان من جهتكم كنتم كل وقت تشكروا منه عندي" واقتضى ذلك مفاوضة بينه وبين السلطان إلى آن حرج السلطان عليه واهانه وسبه، وخرج من قدامه لا يعرف الطريق.
ذكر دخول مهنا بن عيسى إلى مصر تحت الطاعة (1) 49ظ وقد تقدم ذكر هذا الرجل وما كان يتفق للسلطان معه من السطلب والحث على دخوله تحت الطاعة، وهو يأبى ذلك، وكان السلطان يرغب اولاده واخوته وحجابه وساير من يلوذ به في الأموال والضياع وغيرها، ويوعدوه مواعيد كثيرة من حضوره إلى مصر، فلم يوافق على ذلك. وكان اخر ما اتفق له بعد أربع دفوع يطرده السلطان ويجرد أجردة العسكر من الشام ومصر وحلب ويخرجوه من البلاد، ثم يأتوا أولاده ويدخلوا إلى مصر ويصلحوا آمره ويعود إلى البلاد. وسير السلطان إليه، ويطلب الخيل الذي يصفوها له ويرسلها ، ويرسل السلطان أثمانها يزيادة كثيرة، وإذا غضب عليه يولي آخوه(2)، وإذا رضي عنه يرد الامرة إليه . وكان الأخوين متفقين (1) اخذ العيني نصا هذه الرواية عن اليوسفي: العي 17/2911. 83ظ - 6هو.
(2) شجاع الدين فضل بن عيسى بن مهتا. ولاه السلطان أميرا على العرب مكان اخيه مهنا في س
Shafi 198