============================================================
بعضهم بعض آنهم يدخلوا البلاد(1) ويتوصلوا إلى أبو سعيد(2) ويناصحوه، ويكون كل منهم عند أهله، وعرفهم الذي افسد حالهم وأخرجهم عن الطريق أن له عند أبو سعيد محل كبير ورتية، وأنه من أقاربه ومن يرجع إليه في القول، وأنه يأخذ لكل منهم أمره ويكبره، وأسعدهم وأغناهم بالقول إلى ان اجتمعت نحو ثلاثين نفر ووافوه، وطلبوا بعض العرب من خليص وأعطوه ذهب، وأوعده أيضا مواعيد كثيرة، وأنه يدلهم على الطريق ويوصلهم إلى العراق، وأجمعوا أمرهم إلى أن أخذوا ساير ما كان معهم من الدراهم والذهب وأخذ أيضا لمن قدر عليه من مال خشداشيتهم(3) ورفقتهم.
ولما دقت الكوسات لركوب السلطان ركبوا، وقد اعتدوا وسافر الدليل بهم أربع أيام والخامس، واتفق، مع ارادة الله تعالى أن جماز المذكور، كسما قدمنا ذكره، أنه كان هارب من السلطان بما اتفق له مع أعمامه وغيرهم في 11 و المدينة //، وأن السلطان طلبه طلب خبيث، وخشي على نفسه، وبقي في البر إلى أن علم بخبر السلطان وسفره الحجاز، ودحل إلى البر، وأخفى نفسه، ونزل على بعض المياه، وأقام بها، ولم يشعر إلا وقد أخبروه برؤية القوم من بعيد، وأنهم قاصدين إليه، فركب من وقته خشية على نفسه من الطلب، ووجس في نفسه آن السلطان سير إليه من يقبض عليه، فركب هو وجماعة من أهله، وخلا بيوته وانتزح وبعد قليل وصلوا المماليك، وكانوا قد وجدوا في طريقهم قلة الماء وعطشوا عطش كثير، والدليل يعرفهم أن الماء بين أيديهم إلى أن وصلوا فوجدوا الماء الكثير وبيوت جمساز مضروبة، وتلقاهم بعض العرب المقيمين ورحب بهم، وسالوه: هلمن هذا البيوت؟ه، عرفوهم (1) المقصود بلاد العراق حيث مملكة أبي سعيد.
(2) سيذكره المؤرخ في وفيات 736.
(3) مقرده خشداش، وهو معرب اللفظ الفارسي خواجاتاش، اي الزميل في الخدمة، والخشداشية، كمصطلح استعمل في العصر المملوكي، هم الأمراء الذين تشاوا مماليك عند سيد واحد، فقامت بينهم رابطة الزمالة القدية.
78288.10101100
Shafi 141