بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كلمة المحقّق
يعتبر عصر المماليك من أغنى العصور في المؤلّفات التي صنّفت على أيدي مؤلّفين لم يتركوا فنّا إلاّ أحاطوا به وكتبوا عنه.
وكنت من القائلين - ولا أزال -: إن العصر المملوكيّ هو عصر الموسوعات الضخام، وعصر المؤلّفين العمالقة الكبار، والموسوعيّين الأفذاذ، أمثال: ابن حجر، وابن منظور، وابن تيمية، وابن كثير، والذهبي، والصفدي، والمقريزي، والعيني، والسخاوي، والسيوطي.
ورغم أنّ عشرات المخطوطات لكبار المؤرّخين قد حقّقت وطبعت ونشرت، فلا تزال خزائن المكتبات في العالم تحتفظ بالعشرات، إن لم يكن بالمئات من المخطوطات التاريخية لمؤرّخين مشاهير، وآخرين مغمورين.
وكتابنا هذا، المحفوظة نسخته الخطّية في المتحف البريطاني، على صغر حجمه، وعدم شهرة مؤلّفه، لا يقلّ أهمّيّة في مادّته ومعلوماته عن أمّهات المؤلّفات الكبيرة، لما يتضمّنه من معلومات وأخبار تاريخية نادرة لا نجدها في غيره، وهو بذلك يضيف إلى مخزون المصادر الأخرى صفحات جديدة تؤرّخ للمراحل الأولى من قيام دولة المماليك، ليس في مصر فحسب، بل لبلاد الشام أيضا، وكذلك لآسية الصغرى، وبلاد الحجاز، واليمن، وغيره.
لهذا، رأيت - بعد الاتكال على الله تعالى - أن أقوم بتحقيق هذا الكتاب، ليكون في متناول الباحثين، والقرّاء، ومحبّي التاريخ، وخدمة لإحياء تراث الأمّة.
والله من وراء القصد، وله الحمد في الأولى والآخرة.
طرابلس الشام المحروسة
الثلاثاء ١٠ صفر ١٤٢٣ هـ.
٢٣ نيسان - إبريل ٢٠٠٢ م.
خادم العلم وطالبه
عمر عبد السلام تدمري
أبو غازي
1 / 5