../kraken_local/image-187.txt
اللك مني غير كلمة إن أدركتها، وأنت غير ممتنع عن هذا الفعل. قد وهبن الفلان الأميركذا وكذا من الدنانير والقماش والخيل، فرحت إليه)، وأقبلت ادد عليه ما وصل اليهم ومن وصل اليه من الكبراء، وتقول: (إنما احتقرت هذا لفقره، فافعل معه ما فعلت مع غيره لأجلي وبشفاعتي وورمتي، فأيما أحضى عندك: أنا أو ما وهبك هؤلئك؟)، فيقول: (والله، لا كان هذا أبدأ)، فتقوم عنه وتلبس إزارها وخفها، فاذا رأته سمحت نفسه ابتركها والصبر عنها رجعت اليه فترامت في عنقه ويسطته بأنواع من القول والفعل لم ير ولم يسمع قط بأحسن منها حتى ينحل غضبه وتستحكم ااشهوته ويمد يده اليها فتكفه وتنازعه في أمري، فإذا آبى وتشدد عليها قامت ورامت الخروج. فلم يزل كذلك إلى ان قال لها: (استدعيه) فاستدعتني وقالت لي: (إدخل فنل منه غاية بغيتك)، ثم خرجت واغلقت الباب فقال لي: (إقنع، ويحك، بتكبيس رجلي ولا تطلب غير ذلك لئلا تعدمني البتة).
(قال): لفانعمت له بذلك، ومن لي به عند نفسي؟، ثم أكببت على رجليه أمرغ اوجهي عليهما وأترشفهما ساعة، وهي تنظر من خلل الباب ونحن لا نشعر، ثم خرجت فقلت لها: (قد قضيت اربي). فقالت: (لا شيء، وكل يمين منزلة في عنقي، إن رآني أبدأ كما يريد، ولا نال مني غرضا لو اقام ما أقام الدهر، ولا جمعه معي سقف بيت بعد هذا اليوم، إلا أن تنال منه بعيني ومحضري غاية أملك).
فلما راى تصممها على ذلك وتحقق جزم نيتها فيه. استسلم وأمزها فخرجت وتجزد وقال لي (دونك وما قسم الله لك)، فنلت منه فوق الأمل، اثم دخلت فمكنته من نفسها. ولما كان عند الانفصال في آخر النهار استدعتني وجزمت علي في المعاودة، وقالت: (إنك كنت داهشا مضطربا فيا الأول)، فلم يسغه خلافها وعاودت، ثم قالت لي: (نحن عندك في كل شهر ارتين، وذلك أوان خروجي إلى الحمام).
Shafi 195