../kraken_local/image-148.txt
وسأل عبادة غلاما، وكان بالغا يصلح للأمرين، فأعطاه عشرة دراهم وناكه. ثم دعاه الى نفسه فامتنع عليه، فقال له عبادة: (ماتريد؟ ألم أعطل ثرة دراهم؟) فقال: (بلى، ولكن لصنف واحد)، وكان عنده في البيت قنعة(22) صفراء لأم عبادة فقال: (أعطني هذه المقنعة)، فقال عبادة: (هي لأمي، وأخشى أن تفطن)، فقال الغلام: (فقل لأمك تنيكك).
فما زال حتى أخذ المقنعة وناكه.
قال مؤلف الكتاب: ت في تأريخ تأليف هذا الكتاب بدمشق ذات يوم مارا بجسر نهر ابدى، وإذا أنا بغلام رائق المنظر، صغير السن، دون البلوغ، عريان لا واريه شيء أصلا. وهو جالس في شط الجسر يبكي أحر بكاء والغلمان.
اسبحون في النهر تحته، والناس يمتون به يمينا وشمالا ولا يكلمونه.
لفاركتني عليه شفقة واردت اعرف حديثه فقلت له: (ما شانك؟)، فلم اكمني وزاد في البكاء والضجيج وصار يقول: (اليوم أموت، اليوم اقتلني). وإذا بغلام في سنه واقف بحذائه، فقال لي ذلك الغلام: (يا اسيدي، هذا الغلام جاء يسبح في النهر ووضع ثيابه على الحجر فسرقت ااول أم عجوز صالحة، لها تغزل له فيها مدة كبيرة. وهي تقتله اليوم إن اجع لها عريان، وقد تعصب(23) الناس يجمعون له شيئا يخلف به بعض اقماشه)، فأخرجت المنديل من كمي وفتحته على أن أدفع له منه شيئا الفأشار إلي شاب على بعد ألا أفعل. فسرت إليه وسألته عن السبب فقال لي: (هذا علق(24) مقامر إبن قحبة قوادة، عادته يفعل كذا، ويأخذ الذي اصل له، يقامر به ويقسعه مع ذلك الغلام الآخر، وهو قواده. والناس
Shafi 156