83

Haske

النور لعثمان الأصم

Nau'ikan

وقال تعالى: { ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم } فأوجب اختلاف الألسنة وهي اللغات. واختلاف لونها خلق من خلقه. وكل ذلك كلام. والخلق يحمدون على الصواب منه؟ ويذمون على الخطأ. فجعل اختلاف الألسنة آية من آياته، كخلق السموات والأرض.

والدليل على خلق الأعمال، من كتاب الله: قوله تعالى: { قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما } فأضاف إلينا فعلا. وقال: أنا خلقته وقدرته.

وقال تعالى: { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } فجعل ابتغاءنا الذي أمرنا به، من آياته. فهو من فعلنا.

والدليل على خلق الأعمال، من كتاب الله: قوله تعالى: { لقد جئتم شيئا إدا } وأعمال العباد شيء.

وقال: { كل شيء فعلوه في الزبر. وكل صغير وكبير مستطر } .

وقال: { إنا كل شيء خلقناه بقدر } .

وفي قوله لنا: بأن جعل لنا سرابيل تقينا الحر، وتقينا بأسنا، وهي عمل يعملها بنو آدم وقال تعالى: { والله خلقكم وما تعملون } .

فإن قالوا: إنما قال: { وما تعملون } من الخشب التي تخذونها أصناما من الخشب.

قيل لهم: لو جاز لكم أن تقولوا: إنه خاص للأصنام والخشب، دون ما كانوا يعملون من السيئات، جاز لغيركم أن يزعم، أنه خاص لتلك الأصنام.

فإن قال قائل: كل خشب وصنم، فهو مخلوق.

قيل له: وكذلك كل ما تعملون من الأصنام والأفعال، من الطاعة والمعصية. فكل ذلك مخلوق.

والدلالة من كتاب الله -عز وجل- على أن العمل مخلوق، والأفعال التي يفعلها العبد كلها مخلوقة خلقها الله تعالى، فيه من الله : خلق، ومن العباد: عمل.

Shafi 83