ونفي الجنب المعقول عن الله عز وجل الجنب على معان. تقول العرب: إنما احتمل الأذى في جنب فلان، أي في رضاه ومحبته.
ويقال: ما صنعت في جنب هذه القصة شيئا، يريدون أنك لم تصنع شيئا. والقصة لا جنب لها؛ إذ ليست بجسد.
وقوله تعالى: { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } أي في أمره وطاعته. وعن مجاهد قال: "في جنب الله" أي في أمر الله.
وأما الجنب الذي هو الجسد، فمنفي عن الله تعالى، إذ ليس البارئ جسما. وقد بينا فساد ذلك. وبالله التوفيق.
الباب الثامن والخمسون
في الساق وتفسيرها
ونفي الساق المعقولة عن الله عز وجل
الساق في لغة العرب، لها معان. قال الله تعالى: { يوم يكشف عن ساق } والمعنى: عن شدة يوم القيامة.
... وقال ابن عباس: عن الأمر الشديد. وأنشد:
قد قامت الحرب على ساق
وقال الحسن: عن ساق الآخرة: وهو الستر بين الدنيا والآخرة.
ويقال: كشفت الحرب عن ساق: إذا اشتد أمرها. قال قيس بن زهير:
إذا شمرت لك عن ساقها نوبها ربيع ولا تسأم
وتقول العرب للرجل، إذا وقع في أمر عظيم، يحتاج فيه إلى جد وجهد، ومقاساة الشدة: شمر عن ساقه. فاستعير كشف الساق، عن موضع الشدة، لا أنه يرفع ثوبه، ويكشف عن ساقه فلو كان الكشف إلا لمعنى واحد، ما ذكرت هذه الأقاويل. ولكن البارئ أنزل كتابه بلغة العرب، وخاطبهم بما يتعارفونه في لغتهم،من الكشف عن الشدة. فقال لهم الله تعالى: { يوم يكشف عن ساق } يعني الشدة يوم القيامة وأهوالها، كما أخبر عنها -عز وجل- فقال: { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } نخوف الله عباده.
Shafi 48