ولا يجوز أن يقال لأحد: هذا ولد الله. وهذه زوجة الله، ولا هؤلاء بنوه وبناته؛ لأنه خالقهم، كما يقال: سماؤه وأرضه وخلقه وكتبه ورسله.
ولا يقال: هذه قميص الله، ولا رداؤه، ولا فعله ولا خفه. وما أشبه هذا، وإن كان الله تعالى، الخالق لذلك، والمالك له.
وكذلك هو خالق جميع الجوارح. فلا يقال : هذه عين الله، ولا يده، ولا رجله، ولا ما أشبه هذا. فلا تجوز إضافته إليه.
ولا يجوز عليه ما استقبح، وإن كان محتمل المعنى؛ لأن القول في هذا إنما هو تسليم، وأمور موضوعة، لا على قياس وتشبيه. فلا يجوز على الله، إلا ما أجازه العلماء، وحسن من أسمائه الحسنى، وصفاته العليا.
ومن غيره:
لا يوصف الله تعالى بالصعود، ولا النزول.
ولا يقال: حواه مكان، ولا خلا منه مكان، ولا لازقه مكان، ولا فارقه مكان- سبحانه! لم يزل قبل المكان، فاستغنى ربنا عن المكان.
ولا يوصف بالقعود، ولا القيام، ولا الكسل، ولا التواني، ولا الخلوة، ولا الفترة، والسهو، ولا الغفلة، ولا اللهو، ولا الشك، ولا الجهل، ولا الندم ولا النطق، ولا السكوت.
ولا يقال: أفسد، إذ خلق الفساد. بل خلقه لجميع ما خلق، صلاح منه لا فساد، وعدل منه لا جور.
ولا يقال جار، ولا أربى، ولا أزنى، ولا أسرق، ولا أقذر. وهو تعالى خلق جميع ذلك { سبحانه له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } .
ولا يوصف بالضجر، لأن الضجر فيه اغتمام، فيه كلام وتضجر. ومنه: ضجر الناقة. وهو أن تكثر الرغاء. ويقال: إنها الضجور.
ولا يوصف بالملل، ولا الملال ولا السآمة. وكله واحد. ومعناه: أن يمل شيئا ويعرض عنه. يقال: رجل ماول، وامرأة كذلك.
فإن قيل بالخبر الذي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: »تكلفوا من العمل ما تطيقون؛ إن الله لا يمل حتى تملوا. فإن صح الخبر، فإن معناه: إن الله لا يغضب عليكم، ولا يقطع عنكم ثوابه، حتى تتركوا العمل، وتزهدوا في سؤاله، والرغبة إليه، مللا. وليس بملل الحقيقة«.
Shafi 225