وقولنا وقول أهل العدل أجمع: إن الله تعالى واحد ليس كمثله شئ, والتوحيد هو الإقرار بالله والوصف له, والتسمية بأنه تبارك وتعالى واحد, لا خلاف بين أحد من أهل اللغة أن من وصف شيئا واحدا, وأفرده بالتسمية له فقد وحده, ومعنى التسمية الموحدين بأنهم موحدون: أنهم يثبتون معبودهم أنه واحد. وإذا قال واعتقد أنه واحد, ولم يقل ويعتقد أنه ليس كمثله شئ, فهو كان ولم يوحده بعد حتى يعتقد أنه واحد ليس كمثله شئ, قال الله تعالى: { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } .
الباب الثاني
في جملة التوحيد
قال المؤلف:وأما جملة التوحيد فهي ما ذكر الله تعالى من صفته, في هذه الآية وهي: { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } .
قال أبو المؤثر: من عرف الله عز وجل, أنه واحد ليس كمثله شئ فقد عرفه, وهذا أقل ما يكون به الإنسان موحدا.
قال المؤلف: فكل من ألحد في - الله عز وجل - ومال به الهوى عن التوحيد, فعليه التوبه والإستغفار, وعليه أن يرجع يتمسك بهذه الجملة التي أبطلها بما ارتكبه من الكفر والإلحاد في الله - عز وجل - وليرجع إلى التمسك بهذه الجملة,
ويعتقد أنه تعالى عز وجل واحد, ليس كمثله شئ وهو السميع البصير وعليه أن ينفي عن الله عز وجل ما خالف جملة التوحيد التي بها يسلم من الهلاك, وعليه السؤال عن بليقه تلك التي وقع فيها, حتى يرجع إلى الحق والعدل من أمر التوحيد.
وبالله التوفيق.
الباب الثالث
في الإلحاد
والإلحاد: هو الإنحراف والميل عن التوحيد لله عز وجل, بأنه واحد ليس كمثله شئ.
فإذا مال وعدل عن هذا التوحيد الذي هو اعتقاد أهل العدل, من أهل التوحيد ومال عن ذلك الحد, سمي ملحدا، لأن الإلحاد في اللغة هو الإنحراف عن الشئ, والعدول عنه إلى ناحية. ومنه سمي لحد القبر, لأنه عذل به إلى ناحية القبر. فكأن الملحد عدل عن التوحيد إلى الشرك, وعن الإثبات إلى التعطيل، ومال عن الحق إلى الباطل.
الباب الرابع في لزوم النظر والإستدلال على الله عز وجل
Shafi 2