170

Haske

النور لعثمان الأصم

Nau'ikan

في القيوم قال أبو عبيدة: القيوم: القائم على كل شيء وهو الدائم الذي لا يزول وهو فيعول. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- القيوم: القائم على العباد بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم.

وعنه أيضا قال: القيوم: الأول الذي لم يكن قبله شيء.

مسألة:

فإن قيل: أفتزعمون أن الله قيوم، وأنه لم يزل قيوما.

قيل له: نعم، على وصفنا له تعالى: بأنه قيوم، وأنه قائم، مثل وصفنا له، بأنه دائم.

وقد يجوز أن يقال: لم يزل دائما، لا أول له. كما يقال: ما زال دائم الوجود لا أول لوجوده. وليس يقصد بذلك، ما قصدنا بقولنا: دائم لا يفنى.

ويقال: لم يزل كبيرا، ولم يزل عليا، بمعنى الغالب ولم يزل فردا منفردا. ولم يزل موجودا كائنا. ولا يقال: لم يزل دائما، لا يفنى كما يقال: لم يزل دائما، لا أول له. وما زال دائم الوجود، لا أول لوجوده وليس يقصد بذلك ما قصدناه، بقولنا: دائما لا يفنى؛ لأن قولهم: لم يزل دائما لا يفنى، ليس لهذا الوجه معنى. ولكن يجب أن يوصف: لا يزال دائما لا يفنى. إن ما يضح على هذا الوجه، إنما يستعمل على سبيل الفعل المستقبل، وإن لم يكن دوامه فعلا.

وقيل: القيوم: القائم بالقسط في خلقه. وبالله التوفيق.

الباب الثالث عشر والمائتان

في القادر والقدير والمقتدر

يقال لله تعالى: قادر وقدير بمعنى.

والقادر: هو الذي يصح أن يفعل، وأن لا يفعل، إن لم يكن ممنوعا. والله سبحانه فعل فعل العالم. وكان يصح أن لا يفعل. فصح أنه قادر.

وقولنا: أن يفعل وأن لا يفعل، احترازا من النار؛ لأن النار يقع منها احتراق فلا يجوز أن لا تحرق. فلذلك قلنا: إن النار ليست بقادرة.

مسألة:

Shafi 170