148

Haske

النور لعثمان الأصم

Nau'ikan

الباب السادس والسبعون والمائة في مذهب من قال: إن اسم الله هو الله

قال الله تعالى: { ويحذركم الله نفسه } ولم يفصل بين الاسم والمسمى. كما يقال: هذا محمد نفسه. وجاءني الأمير نفسه. وقول العرب في لغاتهم: وجه الطريق ووجه الحق، ليس يعنون غير الطريق والحق. وقول الله تعالى: { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. وإلى السماء كيف رفعت. وإلى الجبال كيف نصبت. وإلى الأرض كيف سطحت } أفتزعمون أنه أمرهم أن ينظروا إلى السماء التي زعمتم أنهلا لا ترى إلا مكنونة. فلما لم يذكر إلا الأسماء، علمنا أنه لا فصل بين الاسم والمسمى؛ لأنه لم يأمرهم، أن ينظروا ويعتبروا بما لا يرونه. ولكن لو قال: أفلا ينظرون إلى المسمى كيف خلقت، وإلى المسمى كيف رفعت، وإلى المسمى كيف نصبت، لكان القول ما قلتم. ثم قسم أسماء الله على هذا. فقلتم: أسماء الله مخلوقة والأسماء غيره، حتى قلتم: إن اسم الله مخلوق. والرحمن مخلوق، والرحيم مخلوق. فجئتم بأعظم الشرك، وأعظم الفرية، وأفحش الفحش، حيث زعمتم أن الله مخلوق وقد قال الله تعالى: { ويحذركم الله نفسه } فلم يفصل بين الاسم والمسمى،كما يقال: هذا محمد نفسه. ووجه الطريق، ووجه الحق، ليس يعنون بذلك، غير ما ذكرنا بعينه، دون غيره.

وكذلك قال غيره في اسم الله. أي هو الله ؛ لأن اسم الشيء هو الشيء بعينه. قال لبيد:

... إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

الباب السابع والمائة

في قول من يقول: إن اسم الله هو غيره

اختصرت من كلام أبي المنذر بشير.

فإن قال: أسماء الله هي هو؟ أم غيره؟

Shafi 148