114

Haske

النور لعثمان الأصم

Nau'ikan

قال: والناس مختلفون في ذنوب الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين. وقد اتفقوا على أنها كلها صغائر وخطأ.

وقال: إن النبي دواد - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد إلى الخطيئة، ولا تعمد عليها. وإنما هو قصد إلى ما هو جائز له. إنه خطب إلى القوم امرأة، قد خطبها غيره. فأنزل الله تعالى عليه الملكين، كما أخبر الله. قال داود من قبل أن يسأل الخصم { لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } فلما قال: { لقد ظلمك } ظن أنه قد فتن، ولم يعتمد، ولا أراد الخطيئة. وإنما الملكان سألاه: أن ليس له أن يخطب على خطبة أخيه فعرف أنه قال للخصم قبل أن يستفهم قوله: { لقد ظلمك } فتاب من ذلك، من غير عمد منه، ولا قصد للمعصية. فوقع في الخطيئة غلطا.

فتاب واستغفر ربه وأناب، أي رجع إلى الحق، وندم على ما فعل.

مسألة:

قال أبو عبدالله: لا يقال: إن النبي إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - قال الكذب، في قوله: { إني سقيم } وقوله: { فعله كبيرهم هذا } . ولا قول يوسف لإخوته: { إنكم لسارقون } ولا قول الملائكة لداود عليه السلام: { خصمان بغى بعضنا على بعض } فلا يقال: إنهم قالوا الكذب. ولكن هذا بوحي من الله، أن يقولوا فأطاعوه أمر الله عليهم الصلاة والسلام.

مسألة:

قال الشيخ أبو محمد: قتل موسى - صلى الله عليه وسلم - ، يتصرف على وجوه:

منها أنه يجوز أن يكون قتله، ولم يستأذن في قتله، لأن الأنبياء إذا أرادوا فعلا، وإيجاب حكم، استأذنوا، في فعل ما أرادوا فعله؛ لئلا تلحقهم هناك لائمة. فيجوز أن يكون لم يستأذن في قتله. وكان فعله خطأ. وكانت معصية منه، يمحوها الاستغفار والندم والإنابة، لأن الإجماع من الكل: أن الأنبياء لا يأتون الكبائر. ويجوز أن يكون غير متعمد في الظاهر، بدليل على قتل ذلك الرجل؛ لأن العبادة مأخوذة عليه، في جملة الشريعة فتأول في قتله، فأخطأ التأويل. فوقعت منه صغيرة، من جهة خطئه في التأويل.

مسألة:

Shafi 114