ولمّا قارب بلادهم علموا به فهربوا، وهنا وجدوا رجلا نائما فأمنوه ليدلهم على نعم القوم فدلهم عليها فاستاقوها، وكانت مائة بعير، ثم قدموا المدينة ولم يلقوا كيدا.
سرية «١»
وفي ربيع الأول بلغه ﵊ أن من بذي القصة «٢» يريدون الإغارة على نعم المسلمين التي ترعى بالهيفاء «٣» فأرسل لهم محمّد بن مسلمة في عشرة من المسلمين، فبلغ ديارهم ليلا، وقد كمن المشركون حينما علموا بهم، فنام المسلمون ولم يشعروا إلّا والنبل قد خالطهم، فتواثبوا على أسلحتهم ولكن تغلّب عليهم الأعداء فقتلوهم غير محمّد بن مسلمة تركوه لظنّهم أنه قتل، فعاد إلى المدينة، وأخبر الرسول ﵊، فأرسل أبا عبيدة عامر بن الجرّاح في ربيع الاخر ليقتص من الأعداء، فلمّا وصل ديارهم وجدهم تشتتوا هاربين فاستاق نعمهم ورجع.
سرية «٤»
عاكس بنو سليم الذين كانوا من المتحزبين في غزوة الخندق المسلمين في سيرهم، فأرسل ﵊ زيد بن حارثة في ربيع الاخر، ليغير عليهم في الجموم «٥» فلمّا بغلوا ديارهم، وجدوهم تفرّقوا، ووجدوا هناك امرأة «٦» من مزينة دلتهم على منازل بني سليم، أصابوا بها نعما وشاء، ووجدوا رجالا أسروهم، وفيهم زوج تلك المرأة فرجعوا بذلك إلى المدينة، فوهب الرسول ﷺ لهذه المرأة نفسها وزوجها.
(١) هو سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة.
(٢) موضع على أربعة وعشرين ميلا من المدينة في طريق الربذة (المؤلف) .
(٣) موضع قرب المدينة. (المؤلف) .
(٤) هي سرية زيد بن حارثة إلى الجموم.
(٥) ناحية من بطن نخل. (المؤلف) . (الأصل الحموم) .
(٦) يقال لها حليمة.