Nur al-Taqwa wa Dhulumat al-Ma'asi fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
38

Nur al-Taqwa wa Dhulumat al-Ma'asi fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ (١)،فالله سبحانه يبتلي عباده بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة، فبالخير يختبر هل يؤدّى شكره، وبالشر يختبر هل يصبر على ضرّه (٢). ٢ - الابتلاء بالمال والولد، قال الله ﷿: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَالله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (٣)،فالأموال والأولاد فتنة: أي اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه؛ ليعلم من يطيعه ممن يعصيه (٤)،قال ابن مسعود ﵁: «لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس منكم أحد إلا وهو مشتمل على فتنة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ فأيكم استعاذ فليستعذ بالله تعالى من مُضلاّت الفتن» (٥). ٣ - وقد تكون الفتنة أعمَّ مما تقدّم، قال الله ﷿: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ (٦)، وهذه الفتن وغيرها مما في معناها تكون من أسباب النجاة عند النجاح في الاختبار، وتكون من أسباب المعاصي والهلاك عند الإخفاق والرسوب في الامتحان، والله نسأل التوفيق والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.

(١) سورة الأنبياء، الآية: ٣٥. (٢) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، ١٨/ ٤٤٠. (٣) سورة التغابن، الآية: ١٥. (٤) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٤/ ٣٧٦. (٥) إغاثة اللهفان، لابن القيم، ٢/ ١٦٠. (٦) سورة الفرقان، الآية: ٢٠.

1 / 39