وأما في هذا الزمان، فإنّ قيمة الياقوت وسائر الجواهر، زادت كثيرًا، وأما الياقوت الأصفر فأعلاه ما قارب (الجلناريّ) وبعده (المشمشيّ)، وبعده (الأترجيّ) وبعده (التبنيّ) وبلغت قيمة الأصفر الجيد، المثقال مائة دينارٍ.
وأما (الأزرق) ويسمى (الأكهب) فأعلاه (الكحليّ) ثمّ (النيليّ)، ثمّ (اللازورديّ) ثمّ (السمائيّ) وكان في القديم قيمة الجيد من (الأزرق) عشرة دنانير، المثقال، وما زاد فتزداد قيمته بأضعاف ذلك.
وأما الأبيض فإنه يحمل من (سرنديب) ويكون رزينًا باردًا في الفم، وأجوده (البلوريّ) الكثير الماء، وهو أقل قيمةً من سائرها.
قال أرسطو طاليس: إنّ مزاج سائر اليواقيت حارٌ يابسٌ، وإذا علق شيءٌ من أي أصنافه كان، على إنسانٍ، أكسبه مهابةً في أعين الناس، وسهل عليه قضاء حوائجه ودفع عنه شرّ الطاعون.
وقال ابن سينا: إنّ خاصيته في التفريج، وتقوية القلب ومقاومة السموم، عظيمة.
وشهد جمع من القدماء أنه إذا أمسك في الفم، فرح القلب.
غفران: وقال الغافقيَ وغيره: إنَه ينفع نفث الدَم، ويمنع جموده تعليقًا.
وقال ابن زهرٍ: إن شرب سحيقه ينفع الجذام، وإن التختم به، يدفع حدوث الصرع.
وقال ابن وحشيَة: من علق عليه الياقوت الأبيض، اتسع رزقه، وحسن تصرفه في المعاش.
وفي زماننا هذا، حجر نفيس يعرف " بعين الهرَ " لشبهه إيَاها كأنَ فيه زئبقًاَ يتحرك، يتغالى فيه الملوك والأمراء.
ويقال إنَه من أصناف اليواقيت، ويظهر من معادنها. وقيمته، إذا كان فائقًا، وزنته نحوًا من نصف مثقال - ألف درهم فما فوقها، ويقال وقايةٌ لعين المجدور.
القول على
البلخش
ويسمى " اللَعل " بالفارسية، وهو جوهر أحمر شفاف مسفرٌ صافٍ يضاهي فائق الياقوت في اللون والرونق، ويتخلَف عنه في الصلابة حتَى إنَه يحتكَ بالمصادمات، فيحتاج إلى الجلاء بالمرقشيثا الذهبيَة. وهو أفضل ما جلي به هذا الجوهر.
ومنه ما يشبه الياقوت البهرمانّي. ويعرف " بالبازكيّ "، وهو أعلاها وأغلاها. وكان يباع في أيّام بني بويه بقيمة الياقوت، حتّى عرفوه، فنزل عن تلك القيمة، وقرّر أن يباع بالدرهم دون المثقال، تفرقةً بينه وبين الياقوت.
ومنه ما يميل إلى البياض.
ومنه ما يميل إلى البنفسجيّة، وهما دون الأوّل.
ومعدنه بالمشرق، على مسيرة ثلثة أيّامٍ من بذخشان، وهي له كالباب.
ومنه ما يوجد في غلفٍ شفّافةٍ.
ومنه ما يوجد بغير غلافٍ.
وكانت قيمته في القديم عن كلّ درهمٍ عشرين دينارًا، وربّما زاد عن ذلك. وليس لهذا الجوهر منفعة كالياقوت، بل يشتري لحسنه.
القول على
البجاديّ
ويعرف " بالبنفش " هو حجرٌ يشبه الياقوت بعض الشبه إلا أنّه لايضيء غالبًا، حتى يقعر من تحته بالحفر، ليشف عن البطائن. وشبه أرسطو طاليس لونه بنارٍ يشوبها دخانٌ.
ومنه ما يجلب من سرنديب، وهو أرفع طبقاته، ويعرف بالماذنبيّ.
ومنه ما يجلب من بذخشان، ومنه ما يجلب من بلاد إفرنجة. ومنه صنفٌ يشوبه صفرةٌ خلوقيّةٌ، ويعرف " بالاسبادشت ". ويوجد في " الخراساني " منه ما يكون وزنه نصف منٍ. أمّا " السرنديبي " فإنه لا يتجاوز مقدار الياقوت بكثير وزنٍ. وقيل: منه إن الجيد يلتقط زغب الرّيش المنتوف. ويبلغ قيمة الدرهم منه دينارًا واحدًا.
وقال أرسطو طاليس: إن من تختّم بوزن عشرين شعيرةً منه، لم ير في منامه أحلامًا رديّةً. ومن أدمن النّظر إليه نقص نور عينيه.
وقال ابن أبي الأشعث: لبسه يورث الخيلاء ويحرّك الشبق.
وأمّا " الإشبادشت " فإنّه يقطع الرّعاف، ونزف الدّم تعليقًا، إذا كان وزنه نصف مثقالٍ فما فوقه.
القول على
الماس
هو جوهرٌ يشبه الياقوت في الرزانة، والصّلابة، وعدم الانفعال من الحديد، وقهره لغيره من الأحجار. وهو شفّافٌ فيه أدنى بريقٍ. ويوجد فيه الأبيض، والزيتيّ، والأصفر، والأحمر، والأخضر، والأزرق، والأسود، والفضي، والحديديّ.
وأشكال الماس كلّها مضرّسة، مخروطيّةٌ، ومثلّثات من غير صنعةٍ. والهند تفضّل منه الأبيض، والأصفر، بسبب ما يظهر منهما من الشعاع الأحمر، الشّبيه بقوس قزح، إذا أقيما في مقابلة عين الشمس. وأما أهل العراق وخراسان، فلا يفرّقون بين ألوانه، لأنّهم إنّما يستعملونه في ثقب الجواهر خاصةً.
1 / 2