Nukat Da Fawaid
Nau'ikan
============================================================
البحث الثالث: منع البقاعى النكت والفوالد على شرح العضاند الآلة المعبور عليها وصلته بحرف الجر، وقوله : (أهل الجنة) إن كان العصاة من الأمة الذين م يشملهم العفو يقعون عنه في طبقتهم التي يعذبون فيهاثم يخرجون بعد القصاص من جانبها الآخر من غير عبور على بقية الصراط، فالمراد يعبره أكثر أهل الجنة، وإن كانوا يعبرونه ثم يدخلونها بعد ذلك ، أو إذا وقعوا عنه وفرغ من قصاصهم عادوا إلى الموضع الذي وقعوا منه وقطعوا ما بقي، فالأمر واضح لا يحتاج إلى تأويل - والله تعالى أعلم - (1) .
-وذكر التفتازاي في تعريف الكبيرة عدة أقوال (2)، وقد رجح البقاعي واحدا منها وهو: "ما كانت مفسدته مثل مفسدة شيء مما ذكر ، وهو الشرك بالله وقتل النفس ... الخ". قال البقاعي: "هذا هو الصحيح في تعريف الكبيرة، وهو الذي قاله الشيخ عز الدين بن عبد السلام فيكون الإفتان بين الناس المفضي إلى قتالهم أعظم من مطلق القتل، وإمساك المرأة للزنا بها أعظم مفسدة من قذفها، لأن سبب الفاحشة أعظم في إشاعة الفاحشة من مجرد القذف، وعلى ذلك فقس"(2).
-وقال التفتازاني في تعريف الكبيرة :" كل معصية أصر عليها العبد". قال البقاعي : هذه العبارة فيها مسامحة لأنها ربما أوهمت أن الإكثار من صغائر مختلفة الأنواع لا يكون إصرارا وليس كذلك بل هو إصرار (4).
ووصف عبارة التفتازاني في تعريف الكبيرة أيضا :" وكل ما استغفر عنها"(5) بأنها قاصرة، قال البقاعي : " لا يقال : إن أريد كل ما حسن الاستغفار عنه فالاستغفار يحسن عن الكبائر أيضا، وإن أريد كل ما كفرها الاستغفار فهو لا يكفر إلا إذا انضم إليه الندم والإقلاع والعزم على عدم العود ، وحينثذ يكون مكفرا لبعض الكبائر أيضا كالزنا، وإن أريد كل ذنب وقع الاستغفار منه صار صغيرا ولو كان قبل الاستغفار كبيرا، فالذي عهد أن الاستغفار مكفر لا مصغر لأنا نقول : مراده أن الكبيرة لا تعرف إلا بما ذكر، وهو أن الذنب إن وقع ولم يتب منه فهو كبيرة، وإن استغفر مته- أي يتب منه - فهو صغيرة، فهو مكفر قدزال إثمه، هذا مراده، وإن كانت العبارة قاصرة عنه 0(6).
(1) ينظر ص: 473.
(2) شرح العقائد : 115، 116 .
(3) ينظر ص: 490.
4) ينظر ص: 491.
(5) شرح العقائد:115.
(6) ينظر ص: 492.
Shafi 91