../kraken_local/image-032.txt
الذي اخترناه من اشتراط الرابط هو الصحيح، وقد أجاز بعضهم عرو الجملة الثانية من الرابط ، وغره في ذلك تمثيل سيبويه المسألة بغير رابط. وسيبويه إنما القصد تبيين جواز النصب عطفا على الجملة الصغرى فقط، ولم يعرض لإصلاح الفظ، إذ قد تقرر أن المعطوف على الخبر خبر، فما يشترط في الخبر الأول يشترط في الثاني ضرورة، واستدل لمذهب من أجاز عرو الجملة عن الرابط بقوله تعالى: والنجم والشجر يسسجدان والسماء رفعها)(1) إذ أجمع القراء اعلى نصب "السماء" على إضمار فعل، فالجملة معطوفة على قوله "يسجدان" الولا ضمير في الجملة يربط بالأولى. وزعم أن هذا قاطع في الدلالة وليس هذا الاستدلال بشيء، لأن السماء ليس معطوفا على "يسجدان" بل يحتمل وجهين أحدهما أن تكون معطوفة على "والنجم والشجر يسجدان" فيكون من عطف الجملة الفعلية على الجملة الإسمية نحو: زيد قائم وعمرو ضربته . . ولا خلاف في جواز مثل هذا . والثاني: أن تكون معطوفة على الجملة الفعلية من قوله تتعالى: {علمه البيان) وفصل بين الجملتين بقوله تعالى: والشمس والقمر احسبان والنجم والشجر يسجدان) على جهة الاعتراض لما فيهما من التشديد ووالتوكيد، ومع احتمال هذين الوجهين فلا دليل في ذلك قاطع، وقال بعضهم اعرو الجملة عن الضمير مختص بالعطف بالواو لما فيها من معنى "مع" فتكتفي الجملتان برابط واحد، وهذا فاسد، لأن سيبويه(3) وغيره من أئمة النحويين اكوا أن الأمر في الواو كالأمر في غيرها من حروف العطف في اختيار النصب فقول: زيد ضربته ثم عمرا أكرمته".
وقوله : وأن تكون فعلية، تحرز من أن تكون الجملة الصغرى إسمية نحو زيذ أبوه قائم وعمرو كلمته .. فزيد أبوه قائم "جملة كبرى، وأبوه قائم" من 1/92] هذه الجملة جملة صغرى فلا يتساوى رفع عمرو ونصبه، لأن الجملة / الصغرى اسمية كالكبرى. فلا مشكلة إذا نصبت "عمرا" فلذلك كان رفع "عمرو 4 (1) من سورة الرحمن : 9.
(2) من سورة الرحمن : 5.
(3) انظر: الكتاب، 216/1.
Shafi da ba'a sani ba