269

../kraken_local/image-267.txt

"حرف الامتناع للامتناع قوله: (وامتناع لامتناع) ، حرفه "لو" هكذا جرت العبارة في إعراب الو" على ألسنة الشيوخ، وليست بجيدة، وعبارة سيبويه "ولوحرف لما كان ايقع لوقوع غيره"(1)، وهذا هو المطرد فيها، وكونها حرف امتناع لامتناع غير ام طرد فيها. ألا ترى أن قولهم: لوكان إنسانا لكان حيوانا، لا يطرد هذا فيه لأنه لا يلزم من انتفاء الإنسانية انتفاء الحيوانية ، بل قد تنتفي الإنسانية وتوجد الحيوانية كوجودها في غير الإنسان من فرس. وأسد وغيرهما. فانتفاء الخاص لا يدل على انتفاء العام، وإذا أخذنا مدلول "لو" ثبوتيا أطرد ذلك ضرورة، أي ووجود الخاص يدل على وجود العام، لأنه إذا ثبتت الإنسانية ثبتت الحيوانية ضرورة فصار مدلول: لوكان هذا إنسانا لكان حيوانا بثبوت الحيوانية على تقدير ثبوت الانسانية . وإنما غر معظم النحويين في ذلك أنهم وجدوا "لو" كثيرا يمتنع جوابها لامتناع الفعل الذي يليها نحو: لوأكلت لشبعت، ولوشربت لرويت اولو أسلمت لدخلت الجنة، فامتنع الشبع لامتناع الأكل، وامتنع الري لامتناع الشرب، وامتنع دخول الجنة لامتناع الإسلام، وإذا حملناها في هذه المثل على ذهب سيبويه كان يقع الشبع لوقوع الأكل، والري لوقوع الشرب، ودخول الجنة للاسلام، وصارت دلالتها على هذا المعنى بالمنطوق. وعلى مذهب ايبويه(2) يتخرج قوله تعالى: ولو أن ما في الأض من شجرة أقلام والبحر مده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله(3) أي كان يترتب عدم نفاذ الكلمات على تقدير وجود ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر. وما جاء في الأثر "نعم العبد صهيب لولم يخف الله الم يعصه" (4) كان يترتب عدم العصيان على تقدير عدم الخخوف، وعلى رأي غير (1) انظر الكتاب 307/2.

(2) انظر الكتاب 422/2.

(3) من سورة لقمان: 27.

(4) انظر اللسان 12/2 : وصهيب بن سنان هو الذي أراده المشركون مع نفر معه على تر 299 الإسلام.

Shafi da ba'a sani ba