271

Nukat Fi Quran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Bincike

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

وقال بعضهم: (الباء) على أصلها، والمعنى: فاسأل بسؤالك خبيرا أيها الإنسان يخبرك بالحق في صفته، ودل (فاسأل) على السؤال، كما قالت العرب: من كذب كان شرا له، أي: كان الكذب، ودل عليه كذب، وكما قال الشاعر: إذا نهي السفيه جرى إليه وخالف والسفيه إلى خلاف * * * قوله تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: ٦٣] نصب ﴿سَلَامًا﴾؛ لأنه ليس بحكاية، ولو كان حكاية لرفع، كما قال في آية أخرى: ﴿قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ﴾ [هود: ٦٩]، أي: سلام عليكم، وإنما المعنى أنهم قالوا قولا يسلمون به. قال سيبويه المعنى: قالوا سدادا من القول، أي: سلمنا منكم، قال سيبويه: ولم يؤمر المسلمون ذلك الوقت بالقتال، فأنزل، وهي منسوخة بآية القتال، ولم يتكلم سيبويه في شيء من الناسخ والمنسوخ إلا في هذه الآية. قوله ﷿: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ﴾ [الفرقان: ٦٩] قيل معناه: يلقى جزاء الآثام كما قال تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: ٤٠] . أي: جزاء السيئة سيئة مثلها، وكذلك ﴿وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [الزمر: ٤٨]، أي: عقاب ما كانوا به يستهزئون؛ لأن ما كانوا به يستهزئون لا يحيق بهم يوم القيامة. قرأ عاصم من طريقة أبي بكر ﴿يُضَاعِفُ﴾ و﴿يَخْلُدْ﴾ بالرفع على الاستئناف والقطع، و﴿يَلْقَ﴾ جواب الشرط الذي هو ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ . وقرأ الباقون بالجزم، إلا أن اين عامر يقرأ ﴿يُضَعَّفُ﴾ بالرفع على الاستئناف، وابن كثير ﴿يُضَعَّفْ﴾ بالتشديد والجزم.

1 / 364