153

Nukat Fi Quran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Bincike

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

والجواب الثاني: أن (اولا) بمعنى (ما) للنفي، وهذا قول ذكره ابن النحاس، ولم أسمع غيره، والتقدير على هذا: ما كانت قرية آمنت فنغعها إيمانها إلا قوم يونس. ويسأل عن هذا الاستثناء ما هو؟ والجواب: أنه استثناء منقطع في اللفظ؛ لأنه بعد ﴿قَرْيَةٌ﴾، متصل في المعنى إذ المعنى: فلولا كان أهل قرية. ويونس اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف، وليس من الأنس والاستئناس وإن وافق اللفظ اللفظ. * * * قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٠٤] الشك: التوقف بين الحق والباطل، والدين هاهما: الملًّة. ومما يسأل عنه أن يقال: لم قال: ﴿إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي﴾ وهم يعتقدون بطلان هذا الدين؟ وعن هذا ثلاثة أجوبة: أحدها: أن يكون التقدير: من كان شاكًا في أمري وهو مصمم على أمره فهذا حكمه. والثاني: أن يكون المعنى أنهم في حكم الشاك لاضطراب أنفسهم عند ورود الآيات. والثالث: أن يكون فيهم الشاك وغير الشاك، فجرى على التغليب. وهذه الأقوال كلها عن أصحاب المعاني. زيقال: لمَ جعل جواب ﴿إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ﴾ (لا أعبُدُ)، وهو لا يعبد غير الله شكوا أو لم يشكوا؟ والجواب: أن المعنى لا تطمعوا أن تشككوني بشككم حتى أعبد غير الله كعبادتكم، كأنه قال: إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين يعبدون من دون الله بشككم.

1 / 246