رعى اللهُ عهدًا في رضاكَ ومَألَفًا ... مُلوكُ العُلى تُعْنَي بهبِ وتُقيمُهُ
وحيَّي بوادي الغِبْطِ دارًا مَزُورَةً.. ... تُوالي لجرّاك النَّدى وَتُديمُهُ
رحيبَةُ ألطافٍ إذا الوَفْدُ حَلَّها ... تكَنَّفَهُم غَمْرُ النَّوالِ عَميمُهُ
تَوَسَّدَ منها التُّرْبَ أيُّ خَلائِفٍ ... بِهِمْ دينُكَ الأرْضَى استَقَلَّتْ رُسُومُهُ
أئمَّةُ عدلٍ أوضَحوا سُبُلَ الهُدَى ... وَسُحْبُ نوالٍ لا تَشِحُّ غُيومُهُ
وأُسْدُ جهادٍ أذْعَنَتْ لسيُوفِهِم ... جلالِقَةُ الثَّغْرِ الغريبِ وَرُومُهُ
فلولاهُمُ يا خيرَ مَن سَكنَ الحِمى ... لَرِيعَ حِماهُ واستُبيحَ حَريمُهُ
تَغَمَّدْهُمْ مِنكَ الرِّضا يومَ تُقْتَضَى ... دُيون مقامٍ لا تُضامُ خُصومُهُ
وأَنَّسهُم والرَّوعُ يوحِشُ هَوْلُه ... وأمَّنَهُم والحَشْرُ تُذْكى جَحِيمُهُ
أبو يوسُفٍ مفنَى العِدا ناصرَ الهُدى ... ويُوسفُ مِطعانُ الهَيَاجِ زَعيمُهُ
وعُثمانُ غَيثُ الجُودِ أكرم واهبٍ ... إذا ما الغمامُ الجَونُ ضَنَّتْ سُجومُهُ
وعُلْيا عَليٍّ كَيْفَ يُجْحَدُ حَقُّها ... أنَجْحَدُ ضوءَ الصُّبحِ راقَ وَسيمُهُ
هو العَلَمُ الأعلى الذي طالَ فَخرُهُ ... هو المَلِكُ الأرضَى الذي طابَ خِيمُهُ
لقد فاءَ ظِلُّ اللهِ مِنهُ على الورى ... فأَيِمّه مَكْفِيَّةٌ ويتيمُهُ
وجدَّدّ منها البِرَّ والفَضلَ مَجْدُهُ ... ولولاهُ كانَت لا تَبينَ رُسومُهُ
وأوْرَثَ إبراهيمَ سِرَّ خِلافَةٍ ... نماهُ مِنَ المجدِ الصُّراحِ صَميمُهُ
إذا الأمَلُ استَسْقى غمامَةَ رَحمَةٍ ... ففي كفِّ إبراهيم تُكْرَعُ هِيمُهُ
وكَمْ كِمْ رجاءٍ خابَ ظَنَ قيامِهِ ... فأنْتَجَ بالمَطلوبِ مِنْهُ عقيمُهُ
أمَولايَ لاحِظها على البُعْدِ خِدْمَةً ... لوالِدِكَ الأرْضَى انتقاها خَدِيمُهُ
تَخَيَّرَها فِكْري فَرَاقَ نِظامُها ... كما راقَ مِنْ دُرِّ النُّحورِ نَظِيمُهُ
وَكلْتُ بها همِّي وأَغْرَيْتُ هِمَّتي ... فساعَدَها هاءٌ للرَّوِيِّ وَميمُهُ
حَلَلْتُ به مُسْتَنْصِرًا بِجِنَابِهِ ... وعاهَدْتُ نفسي أنني لا أَريمه
على قَبرِهِ الزَّاكي وَقَفْتُ مطامِعِي ... فمن نالَني بالضَّيْمِ أنتَ خَصِيمُهُ
ومن المقطوعات قولي في الرغبة إلى الله:
إلهي بالبَيتِ المُقَدَّسِ والمَسْعى ... وجَمْع إذا ما الخَلْقُ قد نَزَلوا جَمْعا
وبالموقِفِ المَشهودِ يا رَبِّ في مِنىً ... إذا ما أسالَ الناسُ مِن خوفِكَ الدَّمعا
وبالمُصطَفى والصَّحْبِ عَجِّلْ إقالَتي ... وأَنْجِح دُعائِيَ فيكَ يا خَيْرَ مَنْ يُدْعَى
صَدعْتُ وأنتَ المُسْتَغاث حَنانُه ... أقِلْ عَثْرَتي يا مَوْئِلي واجْبُر الصَّدْعا
وكلفت في غرض معروف ولها حديث:
رعى اللهُ راعي الشَّاء ما شاء إنه ... تعاطى فلما اجتاز فرصته عَقَرْ
أصاب صغيرًا منه صقرٌ مكبرٌ ... فصيَّره بعد النعيم إلى سَقَر
تقوم قيام الفرض في الأرض بعدها ... بحق رعاة الإبْل والشاءِ والبَقَر
وقلت عقب الإياب من الرحلة المراكشية:
أفادَت وِجْهَتي بِنَداكَ مالًا ... قَضَى دَيْني وأصْلَحَ بَعْضَ حالي
وَمَتِّعْتُ الخواطِرَ بانْشِراحٍ ... وأطْرَفْتُ النَّواظِرَ باكتحالِ
وأُبْتُ خفيفَ ظَهْرٍ والمطايا ... بِجاهِكَ تشتَكي ثِقَل الرِّحالِ
وشأني للمعالِمِ غَيْرَ شانٍ ... وحالي بالمَكارِمِ جِدُّ حالِ
فَحُبُّ عُلاكَ إيماني وعَقْدي ... وشُكْرُ نداكِ ديني وانْتِحالي
كأنْ قد صَحَّ للهِ انقطاعي ... بتأميلي جَنابَكَ وارْتِحالي
وما يَبقى سوى فعل جميل ... وحالُ الدَّهرِ لا تبقى بحالِ
وكُلُّ بدايةٍ فإلى انتهاءٍ ... وكُلُّ إقامةٍ فإلى ارتِحالِ
ومَنْ سامَ الزَّمانَ دَوامَ أمرٍ ... فقد وقَفَ الرَّجاءَ على المُحالِ
وقلت في كتاب الشفاء للقاضي أبي الفضل حسبما طلب مني ذلك:
1 / 30