وصالت عليهم أسد غاب فحكموا .... بأعناقهم بيض الصوارم والصبا فخرت أعناقهم لها خاضعين، وما برحت بهم ساجدة، وتلا كل منهم سورة الحشر لما ظلت الأرض به مائدة، وأمطرت عليهم السيوف عذابا وبيلا، فقال كل منهم: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، وجرمت أفعالهم التي ما انفكت على التمييز منصوبة في الماضي، وقطع كل موصول منهم بالماضي، والعزم المضارع للماضي، ومدت إليهم أيدي العوامل قاضب، بقاني دمائهم مخضوبة، وبادت الطير بترخيم أجسامهم المفروضة بالمسنونة فطلت في كل ناد مندوبة، وجمع كل منهم جمع التكسير وجزم السلامة، وألبسوا ثياب التصغير فباءوا بالحسرة والندامة، ولما نزل بهم ذلك الطارق في البلد، قال كل من سدة البلد هذه والرحمن القيامة، وبنى كل منهم على الكسر فلزم السكون، وعلم كل بالفتح والنصر حين ظفر المؤمنون، قرأ أهل الحق حينئذ {الم، غلبت الروم، في أدنى الأرض} ولن إن شاء الله بعد غلبهم.
Shafi 216