Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Nau'ikan
وكان الشيخ علي بن فلاح الحداي صادق المحبة للإمام عليه السلام وللقاضي، فاتفق منهم تعد على أهل ذمار ودخلوا البيوت فشكا أهل ذمار على القاضي فلم يحصل من الحدا امتناع ولا مقابلة أمر القاضي بما يحق له، فأمر أهل ذمار بالدفاع عن بيوتهم وأجابهم من أجاب من الناس فخرج عليهم ألفاف ذمار فقتلوا من الحدا جماعة كثرة، وأخرجوهم من ذمار منهم من المشائخ الشيخ أحمد بن بدر، والشيخ أحمد بن حسن، والشيخ سعيد بن [ق/126] محمد المسخر وغيرهم، فاشتغل القاضي بهذا الحادث عن أمر كان دبره وهو إرسال الشيخ علي بن فلاح وإليه جماعة يحفظونه طريق صنعاء لا تمد إلى ذمار حتى خرج من صنعاء جريدة خيل ورجل مع أمير لهم يسمى الواعظ وسمى هذا واعظا لأنه كان منعزلا عن الدنيا، ثم أماله الترك حتى صار منهم فخاف سيدنا من الملاحمة في المدينة وقد افترقت القلوب للوقعة المذكورة بعض الافتراق ولكثرة من مع الأمير المختار، فأشار عليه من أشار بالخروج من ذمار إلى صنعة وافق غربي ذمار، فخرجوا على سبيل الإنهزام والعجم على وصول من غير ملاحمة فعرض الرأي من بعضهم أن يخرجوا إلى يفاع قرية غربي ذمار بالقرب منها يحيط بها القاع، فلما كان ثالث دخولهم ذمارا أخرجوا خيلا ورجلا وأحاطوا بالقرية، وتلازم الحرب في جهاتها الأربع حتى أن بعض من انضم مع سيدنا رحمة الله عليه من أعوان الظلمة دلوا الترك على عورات البلد وكلموهم بلغة الروم على أنهم ناصحون، وقولهم أن هؤلاء كثرة من غير آلة حرب فجرى الخطاب بسلامة الناس بخروج القاضي يوسف فقط بعد أن استشهد جماعة، منهم القاضي الزاهد العابد عبد الله الغشم، فخرج القاضي، وكان بغيتهم ولم يعترضوا لغيره.
قال السيد عيسى بن لطف الله: وكان ذلك في نصف شهر جمادى الآخرة سنة ست وألف [25نوفمبر 1597م] وكان ولده العالم الشهيد علي بن يوسف رحمه الله تعالى حاضرا في ذمار، وعرض له مرض فحمله بعض مشائخ آنس وهو الشيخ صالح بن جار الله الملاحي على فرسه، وحصل بعد انفصاله ما حصل، واجتمع إليه أهل بلاد آنس وانضموا إليه، فلما وصولوا آنس وجهاتها وقد ارتجفت البلاد وحصل مع الناس الخوف الشديد، فاتفق أن بعض الفضلاء رجح تقوية ما يقوله عامة الناس في القاضي عادت بركاته أنه لو شاء لطار، ورووا عنه أنه قال: هو يخرج ما بين السيف وقرابه لميلهم إليه رحمة الله عليه وإلا فلا يقول ذلك، فأظهروا أنه أصبح بمسجد أيوب في جبل ضوران، وكان عليه يعني المسجد فقيه من المغرب الصغير يسمى الفقيه ناصر الموشكي فكان يغلق الباب، ويحلف أن الفقيه في المسجد يعني نفسه فيقولون أدخلنا عليه فيقول هو ساجد ونحو ذلك، فأوقدت النيران في البلاد واجتمعوا إلى ولده وحفظوا البلاد مدة قدرها شهر، وكان في ذلك مصلحة، ثم وصل من قبل مولانا الإمام عليه السلام السيد عبد الرحمن [ق/127] من سادة حبور، وعزم القاضي علي بن يوسف إلى الإمام عليه السلام فعاد واليا.
Shafi 432