Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Nau'ikan
قال: ثم خرجنا إلى هزم لاستدعائهم لنا فصرنا إليها في عالم من الناس وبينها وبين صنعاء نحو ستة فراسخ لا غير، ثم تواترت الغارات إلينا من قبل الإمام عليه السلام فوصل الفقيه المجاهد عز الدين علي بن صالح الأكوع، ثم السيد أحمد بن محمد الأعضب الحوثي وغيرهما حتى اجتمع في[ق/110] هزم عالم من الناس، وخيموا في ذلك الموضع فخرج عليهم سنان لعنه الله في جمع عظيم من العجم والعرب والمدافع وقد أرهب وأرعد وأبرق، وألبس جنوده وخيله الحمر وجماله كذلك حتى روي أنه لبس الكلاب الحمرة وأخرج معهم الأمير عبد الله بن محمد الداعي الهمداني وهو الذي دخل الروم يستدعي الخروج على عيال الإمام شرف الدين عليه السلام، وكان معه نحو ثلاثة آلاف من همدان، فاتفق حرب عظيم صبر فيه المجاهدون ولهم شدة حتى أحيط بهم من ثلاث جهات ولزم المجاهدون البيوت وهي غير حصينة، والخيل تحمل عليهم حتى تصل شوارع البلد، فبينماهم في مكابدة ذلك، وكان الحاج المجاهد شمس الدين أحمد بن عواض الأسدي رحمه الله تعالى قد دخل بلاد نهم، واجتمعوا إليه وأجابوه وأراد التقدم بهم ومن اجتمع إليه من غيرهم من بلاد خولان الطيال فوصل إلى موضع من أعلى السر يسمى الشرفة، ثم إنه دعا كالمستجن على هزم فعاد بمن معه وصعد بهم جبلا مشرفا على صنعاء على وادي السر يسمى ذباب فعشر من ذلك من هنالك فسمع الحرب والمدافع على هزم فقام بمن اجتمع إليه من القبائل وحرضهم على الجهاد، وقال: ما يسع عند الله إلا الغارة على إخواننا إلى هزم، فخلص له نحو ثمانمائة نفر أو يزيدون على ذلك وانحدر بهم إلى القاع ثم جبل بني جرموز حتى انتهى أسفل محطة سنان لعنه الله إلى جهة المشرق، والمسلمون في هزم في أضيق حال قد دخل عليهم بعض بيوتها وهم ثابتون صابرون، وكان رجل من الحارة من بلاد ذي مرمر يسمى أبا مريم لعنه الله تعالى من كبار جنده ومن أهل البأس تكلم في الإمام عليه السلام بما لا يجوز لعنه الله وأشار مستهزئا إلى فرجه فما أتم ذلك حتى أصابته رصاصة أخذت مذاكيره، وكان عبرة ظاهرة.
Shafi 406