127

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Nau'ikan

وقال: والمذكور أيضا أخبره مولانا عليه السلام من فيه قال: لما اشتد به الخوف الشديد لم يأو إلى حي، ولم يدخل حضرا من بلاد الشرف بل لزم الفيوش، وله مواضع سماها، وكان يقوم على أولاده مع تفرقهم في الاختفاء الفقيه الفاضل عبد المغني بن عيسى الشرفي رحمه الله، ويعولهم مع تفرقهم ما يجتمع له من النذور، ثم يصله بما أمكن إذا وجد إلى الإتصال به سبيلا أو كمال قال.

قال الشيخ: أحمد قال لي مولانا عليه السلام: من أعظم ما لقيت أني خفت كل أحد وتفرق أولادي ولا وجدت من أسأله عنهم، فتوسمت طريقا أعرفها إلى سوق سماه، ويعرف أن أحد أخواله يمضي فيها فمشى في غير الطريق بعد أن قصدها من بعض جبال حجور، ثم توارى في موضع يرى الطريق ومن فيها وهو لا يرى من الشجر حتى رأى خاله قريب غروب الشمس وقد عاد من السوق، وبعده غيره من أهل السوق وقد تقدمه كذلك وهو وحده ماضيا، فقال: هذا خالي أنحدر إليه وأوافيه يخبرني عن أولادي، وكان عليه السلام قد طال شعره، وتقطع ما عليه من الكسوة وفي بدنه عليه السلام قوة وخفة، فلما رآه خاله منحدرا مشمرا ظنه يريده بمكروه وأنه ممن يقطع السبيل فهرب واشتد [ق/78] فناديته بصوت غير مرتفع من الخوف ممن بعده وقبله لا يعودون، فلم يلتفت فقفوت أثره لعلي أدركه قبل غروب الشمس، فلما رآني ازداد هربا وصاح بمن تقدمه أدركوني وهو لا يظن إلا أنه قاطع طريق، وكان ذلك الموضع مظنة لذلك، قال: فعدت باكيا وصرت إلى جبال حجور ولم يبق لي مأوى حتى كان يتصل بمن يدنو منه من البدوان، فينال منهم الطعام اليسير فيتبلغ به ولا يعرف أحد غير أنه سائح ماض طريقا على ما تقدم من صفة الهنود.

Shafi 348