114

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Nau'ikan

منهم: الفقيه العلامة الزاهد الحبر الورع ، العابد عز الدين، وقدوة العارفين محمد بن عبد الله المعروف بابن الغشم الآنسي، علمه الغزير، وفضله الشهير، وورعه الشحيح، ووعظه النافع، مما ظهر واشتهر، وله في ذلك أخبار حسنة، وله مصنفات سيما في التفسير، توفي في جميمة بني الذواد من بلاد لاعة في رجب عام ثلاث وأربعين وألف [يناير 1633م]، وقبره مزور مشهور، وكان قد اختارها وطنا وتزوج فيها، وكان لا يسكن موضعا قبلها، بل إذا (وصل) إلى بلده إلى آنس قصر الصلاة، وكانت نفقته من يسير معه من نذوره ويتصدق بكثير منها، وكان مقبولا عند العامة والخاصة، كثيرا ما تراه يحاسب نفسه، وله أخبار حسنة.

ومنهم: القاضي العلامة البحر الفهامة، الحبر شمس الدين أحمد بن سعد الدين الحسين المسوري أطال الله بقاه هو لسان العلماء في وقته، وخطيبهم في مدته، وله مع سعة العلم من الزهادة والورع والاحتياط ما يليق بمثله، معروفا في أيامه بالبلاغة وخلوص التشيع كما قال في أبيات له أيده الله تعالى [ق/68]:

إذا لم يكن حب النبي شعاري .... وحب علي والبتول دثاري

وحب نبيهم شيمتي وبضاعتي .... وكسبي بليلي كله ونهاري

فلا نلت ما أبغي ولا نلت منيتي .... ولا رفع الله العظيم مناري

وقال أطال الله بقاه من قصيدة طويلة:

لآل رسول الله حق ودادي .... غذاني أبي إياه يوم ولادي

وأرضعته طفلا وماذقت غيره .... فيعلق منه عالق بفؤادي

وفك به لحيي فأصبحت لاهجا .... به وإليه في الأنام أنادي

أقفي به آثار وحي مقدس .... هدانا به الرحمن أكرم هادي

وسنة خير المرسلين فإنها .... كفيلتنا فيه بحجج سدادي

وسيرة أطهار الأئمة من بهم .... يكشف من ليل الضلال دادي

على نهجهم أنحو أوالي وليهم .... وأبرأ من ضد لهم ومعادي

أريد به غفران ربي وعفوه .... ورضوانه في مبعثي ومعادي وله أخبار من هذا وأمثاله ما لو جمع لصار مجلدا كبيرا.

Shafi 332