ظهر في جماعة الشعب سكران مدرعا وأعلن أنه لن يقبل الصلح أو تترك سبارتا كل ما في يدها من المدن، أساء الشعب فلم يعرف أن يستفيد من هذه الفرصة على أنه لم يلبث أن أدرك خطأه.
فلما كانت السنة التالية حين كان الكسياس أركونا انهزم الأتينيون هزيمة منكرة في إيجوس بوتاموس،
3
وأصبح لوساندروس بعد هذه الهزيمة سيد أتينا، فأقر فيها حكومة الثلاثين بهذه الطريقة، كان الصلح قد انعقد على أن يحتفظ الأتينيون بما ترك آباؤهم من النظم السياسية.
وكان أنصار الديموقراطية يحاولون أن ينجوا حكومة الشعب، وكان الذين ألفوا جماعة من الأرستوقراطية قد اتفقوا مع المنفيين الذين ردهم الصلح إلى وطنهم على أن يعيدوا حكم الأقلية، وكان الآخرون الذين لم ينتظموا في أحد الحزبين، والذين كانوا يعتقدون أنهم ليسوا أقل كفاية من غيرهم يحرصون الحرص كله على نظام آبائهم السياسي، وكان من بين هؤلاء «أركيتوس وأنيتوس وكليستوفون وفورميسوس» وآخرون كثيرون، وكان زعيمهم ثيرامينيس، ولكن لوساندروس أعان أنصار الأقلية وأكره الشعب على أن يقر هذا النظام، وكان واضع القرار دراكوتييديس الأفيدني.
الفصل الخامس والثلاثون
الثلاثون (1)
اعتدالهم في أول الأمر ثم قسوتهم
إليك كيف أقيمت حكومة الثلاثين حين كان بوثودوروس أركونا، لم يكادوا يستأثرون بالسلطان في المدينة حتى أعرضوا عما قرر الشعب بشأن النظام السياسي، وألفوا مجلس الشورى من خمسمائة عضو وانتخبوا غيرهم من عمال الحكومة، ولم يكن أهلا للانتخاب إلا الخمسة آلاف الذين عينوا من قبل، ثم انتخبوا عشرة يشغلون منصب الأركون في بيرا، وأحد عشر سجانا وثلاثمائة من الحرس الذين اتخذوا السياط، وبهذه القوة استطاعوا أن يخضعوا المدينة.
ومع ذلك فقد أظهروا في أول الأمر ميلا إلى العدل بين أعضاء المدينة، وليظهروا أنهم إنما يحتفظون بسنة آبائهم في السياسة خلصوا الأريوس باجوس من قوانين أفيالتيس وأركستراتوس وألغوا من قوانين سولون ما لم يكن يتفق الناس على تفسيره، وسلبوا القضاة حق القضاء الذي ليس له مرد، وعلى الجملة كان يخيل أنهم إنما كانوا يريدون تقويم النظام وتبرئته من كل ظلمة وغموض.
Shafi da ba'a sani ba