يمشي بلا رجل من النعاس ... ويدفق الكأس على الجلاس
فإن يكن لليوم ساق يعشق ... فجفنه بجفنه مدنق
ورأسه كمثل فرو قد مطر ... وصدغه كصولجان منكسر
ما في فضل للصبوح يعرف ... على الغبوق والظلام مسدف
وله
لا تدعني لصبوح ... إن الغبوق حبيبي
فالليل لون شبابي ... والصبح لون مشيي
ناقضه ابن حجاج فقال
الصبح مثل البصير نورا ... والليل في صورة الصرير
فليت شعري بأي رأي ... يختار أعمى على بصير
ظافر الحداد
وعشية أهدت لعينك منظرا ... قدم السرور به لقلبك رائدا
روض كمخضر العذار وجدول ... نقشت عليه يد النسيم مباردا
والنخل كالهيف الحسان تزينت ... فلقيت من أثمارهن قلائدا
ابن المعتز
لا تذكرن لي الصبوح وعاطني ... كأس المدامة عند كل مساء
في ليل شغل الرقاد رقيبها ... عن عاشقين تواعدا للقاء
عقدا عناقا طول ليلهما معا ... قد الصقا الأحشاء بالأحشاء
حتى إذا طلع الصباح تفرقا ... بتنفس وتلهب وبكاء
ما راعنا تحت الدجى شيء سوى ... شبه النجوم بأعين الرقباء
قال وشعراء المغرب حازوا قصب السباق في وصف الاغتباق فمن ذلك قول عبد الكريم بن إبراهيم الهشلي مصنف كتاب الممتع في علم الشعر وعمله يصف غبوقا اغتبقه مع المعز بن باديس:
1 / 36