خرج المنتجب العاني - منسوب إلى عانة جزيرة بالفرات - مع الملك الزاهر ابن صلاح الدين صاحب البيرة للصيد فأثاروا ظبية في آخر النهار فاستطرت لهم فلم يدركها السلطان إلا عند غروب الشمس فأمسكها ونظر إلى الشمس وهي تغرب فاستظرف هذا الاتفاق وقال لشاعر قل في ذلك شيئا فقال:
ويوم حواشيه ملمومة ... علينا نحاذر أن تفرجا
قنصت غزالته والتفت إلى ... أختها فاحتمت بالدجى
قال المصنف: فصح عندي أن هذا هو قائلها على الخصوص وأن الجميع لصوص، قال: وقد قرأت كتاب اللصوص للجاحظ فلم أسمع فيه بأن ثلاثة لصوص اجتمعوا بالاتفاق الظريف على بيت واحد.
إبراهيم بن محمد القانوني الدمشقي
يوم تقاصر حتى خلته حلما ... فليس يبصره إنسان إنسان
ما تطلع الشمس إلا وهي غاربة ... كأنما شمسه في الأفق شمسان
للشيخ شرف ابن المصنف
ويوم سرقناه من الدهر خلسة ... بل الدهر أهداه لنا متفضلا
أشبهه بين الضلامين غرة ... لحسناء لاحت بين فرعين أرسلا
والحكماء يمدحون الليل والاشتغال فيه قال بعضهم لأبنه: يا بني اجعل نظرك في العلم ليلا فإن القلب في الصدر كالطير ينتشر بالنهار ويعود إلى وكره في الليل فهو في الليل ساكن
ما ألقيت إليه من شيء وعاه، وقال بعضهم في الليل يجم الأذهان وتنقطع الأشغال ويصح النظر ويؤلف الحكمة ويدر الخواطر ويتسع مجال القلب والليل أخرى في مذهب الفكر، وأخفى لعمل البر، وأعون على صدقة السر، وأصح لتلاوة الذكر، وأرباب الأمر يختارون الليل على النهار لرياضة النفوس، وساسة التقدير
1 / 32