طالت لنا ساعتها القصار ... ولم يكن لفجرها انفجار
كانت سواء هي والأسفار
محمد بن أحمد الحسيني المعروف بابن طباطبا
وتنوفة مد الضمير قطعتها ... والليل فوق آكامها يتربع
ليل يمد دجاه دون صاحبه ... آمال ذي الحرص الذي لا يقنع
باتت كواكبه تحوط بقاءه ... في كل أفق منه نجم يلمع
زهر يثير على الصباح طلائعا ... حول السماء فهن حسرى ضلع
متيقظا في المسير كأنها ... باتت تناجي بالذي يتوقع
والصبح يرقب من دجاه غرة ... متضائل من سحقه يتطلع
متنفسًا فيه جنانًا واهنا ... في كل لحظة ساعة يتشجع
حتى انزوى الليل البهيم لضوئه ... وقد استجاب ظلامه يتقشع
وبدت كواكبه حيارى فيه لا ... تدري بوشل ريالها ما تصنع
متهادلات النور في آفاقها ... مستعبرات في الدجى تسترجع
وكواكب الجوزاء تبسط باعها ... لتعانق الظلماء وهي تودع
وكأنها في الجو نعش أخي ولا ... يبكي ويوقف تارة ويشيع
وكأنما الشعرى العبور وراءها ... ثكلى لها دمع غزير يهمع
وبنات نعش قد برزن حواسرا ... قدامها أخواتهن الأربع
عبرى هتكن قناعهن على الدجى ... جزعا وآلت بعد لا تتقنع
وكأن أفقا من تلألأ نجمه ... عند افتقاد الليل عيني تدمع
والفجر في صفو الهواء مورد ... مثل المدامة في الزجاج تشعشع
يا ليل ما لك لا تغيب كواكبا ... زفراتها وجدا عليل تقطع
لو أن لي بضياء صبحك طاقة ... يا ليل كنت أوده لا يسطع
حذرا صبح هاك شبيبتي فافتك بها ... ودع الدجى بسواده يتمتع
أفقدتني أنسي بأنجمها التي ... أصبحت من فقدي لها أتوجع
1 / 27