208

الحبشي: نسبة إلى الحبشة بفتحات وحاء مهملة ثم موحدة ثم شين معجمة ثم هاء جهة واسعة شمال الخليج البربري، وجنوبها البربر، وشرقها الزنج وغربها البجة، والحبشة مملكة واسعة وهي في مقابلة اليمن، وجزيرة دهلك مجاورتهم وبين ساحل الحبشة وساحل زبيد ثلاثة أيام، ومن هذا المكان عبرت الحبشة إلى اليمن في المراكب حين ملكوا اليمن أيام أصحاب الأخدود، وهو أضيق مكان في البحر، وهم قوم سود يرجع نسبهم إلى حام بن نوح صلوات الله وسلامة على نبينا وآله وعليه وعلى جميع الأنبياء، وذكر في كتاب "عجائب أولاد حام" قال: اجتمعت في الأسود عشر خصال تفلفل الشعر وخفة الحاجبين، وانتشار المنخرين وغلظ الشفتين وتحدد الأسنان نتن الجلد وتشقق اليدين وطول الذكر، وكثرة الطرب، كذا في كتاب "القاضي مسعود"، وذكر عشر خصال وعد تسعا، قال: وإنما غلب عليهم الطرب لفساد أدمغتهم وضعفها، وأهلها نصارى والمسلمون منهم قليل وأكثر أرضهم صحارى، وخرج منها جماعة فضلاء كالنجاشي الذي هاجر إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكرم مثواهم وأحسن منقلبهم واسمه أصحمة، وكان وليا من أولياء الله تعالى لما أخبر جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم موته بالمدينة وقبره مشهور إلى الآن يقال أنه يرى عليه نور وهو فوق مصوع مسيرة ثلاث أو أربع أيام يزوره المسلمون والنصارى كما أخبرني الثقة بذلك، وكان خروج المهاجرين إليه من جزيرة دهلك، وكذلك رجوعهم إلى المدينة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في السفينة كان عبورهم من جزيرة دهلك فيما بلغني والله سبحانه أعلم.

حبشي: بالضم وسكون الموحدة وكسر الشين والتشديد، موضع قرب مكة، وقال الجوهري: جبل بأسفل مكة، توفى به عبد الرحمن بن أبي بكر فحمل إلى مكة ودفن، فلما قدمت عائشة أتته فقالت:

وكنا كندماني جذيمة برهة

من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

Shafi 224