السكرتير الثاني لمجلس النظار
جاءنا من حضرة الفاضل الشيخ حسين والي، الأستاذ في الأزهر ومدرسة القضاء الشرعي:
أباحثة البادية شكرانك في البدو والحضر، فقد أراني كتابك علم عائشة بنت الصديق، وأدب سكينة بنت الحسين، وأذكرني عهد الحضارة الإسلامية وقد بدا كوكبها فى أفق المشرق، ذلك العهد المتقادم الذي تسابقت نساؤه ورجاله في المعرفة؛ فكان الفضل للسابق كفضل هاتين السيدتين على غيرهما من نساء ورجال، لعمرك ما كان نبوغهما مقتضبا اقتضابا؛ إذ كان من دونهما مراتب للرجال وللنساء، مراتب متفاوتة بحكم الترقي والاستعداد ومستباحة بحق الإسلام؛ فالزمان يومئذ زمان العدل والنصفة، والعلم يومئذ علم اليقين والتهذيب. (روى البخاري) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول: نساء قريش خير نساء ركبن الإبل؛ أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده.
لقد بين النبي
صلى الله عليه وسلم
تاريخ المرأة العربية التي كانت تركب البعير في البادية؛ فقال إنها كانت تحنو على طفلها وتحفظ مال زوجها، والحنو الصحيح هو التربية الصحيحة، وحفظ مال الزوج هو الاقتصاد فيه، ولا يكون ذلك إلا بعد العلم بوجوه صرفه ووضع الشيء في موضعه، والحكمة كل الحكمة في تربية الطفل وحفظ المال، فإن في هذين الأمرين عمران الكون وبهجته: المال والبنون؛ زينة الحياة الدنيا.
وقال: إن المرأة القرشية أحنى على طفلها وأحفظ على مال زوجها من العربية الأخرى، فالقرشية أفضل من غيرها لهذه المزية لا لشيء آخر، فالفضل إنما هو بالعلم والعمل.
أثنى النبي
Shafi da ba'a sani ba