وخيوطا لها من ليف المقر،
18
ووجدوهم يحفرون حفائر عميقة صيدا للفيل على أن يجهزوا عليه برماحهم، ويمسكون الجاموس بأشراك من أغصان شائكة، ويأخذون الأوعال بحبائل والآساد والأنمار بفخوخ من سوق شجرية ثقيلة، وينطلقون إلى الصيد بالمئات، وأبصروهم مخترعين حتى لسلاح كان يظن أنه من أساطير البارون مونشهاوزن
19
لو لم يصفه أعظم الخبراء في أمور أوغندة، ومن ذلك أنهم كانوا يمسكون أفاعي سامة في الأيكة البكر ويسمرونها في شجرة فوق أثر طريدة فتثور تلك الأفاعي ألما وتهجم على النمر أو الحيوان الوحشي الذي يمر وتقتله نفعا للزنجي المتواري في الجوار.
ومن ذلك أنهم كانوا يحبكون سلالا من شرط القشر ويعلقونها في رءوس دوح يلاحظون عليها نحلا، فترى هذه النحل من السعادة اتخاذ تلك السلال ملجأ تودعه عسلها، وهنالك يدخنها السود ويستولون على العسل وعلى الموم
20
الذي يصنعون منه أنواعا من الشمع.
ووجدوا أن الرجل يمكنه نكاح ما طاب له من النساء، والنساء كن ثلاثة أمثال الرجال، والنساء لا يزلن أكثر من الرجال؛ وذلك لأنهم كانوا يقتلون بعد النصر جميع الفتيان ويسبون جميع النساء، ولا سيما من هن من حسان الباهيما؛ ولذلك كان النساء في أوغندة أرخص، دوما، مما في أي مكان آخر ، فكانت الواحدة منهن تساوي ثلاثة ثيران، ثم أصبحت الواحدة منهن تساوي ست إبر أو حذاء واحدا.
وكانوا قليلي الولد، فإذا ما وضعت المرأة للرجل ولدا آخر حق له أن يطبل أمام بابه مدة شهرين داعيا بذلك أصدقاءه إلى الشرب معه، وكانوا من مشاعر الليق والذوق كما يقول جونستن عنهم: «إن جميع الباهيما أماجد مولدا.» وكان الباهيما يرسلون مرطبات إلى السائح الذي يمر ويدعونه يستريح تحت الخيمة قبل أن يزوروه، وهم لا يزالون يستعملون صيغا غريبة في أثناء الحديث كقول بعضهم لبعض: «أشكر لك ترويحك لنفسك، أشكر لك إعجابك ببيتي، أشكر لك ضربك ولدي.»
Shafi da ba'a sani ba