تنم عطفات الأنهار على سابق وجودها، ومما هو موضع شك مدة الحوادث وخصائصها، ولكن أمرها يحزر كما لدى الإنسان من خلال دجى
1
الذكريات مع تعذر إثباتها وإنكارها، وارجع البصر إلى أوغندة مع ذلك تبصر أن حل ما قبل التاريخ فيها أيسر من حل التاريخ نفسه ما دام لعالم ما قبل التاريخ قدم في العالم التاريخي هنالك، وما حدث للإنسان فقد دفن في هوة الأزمان. والإنسان كان يجهل الكتابة إلى زمن حديث، وكان عاطلا من العنعنات تقريبا مع أن ما قبل التاريخ قد نحت أطلاله ودلائله على الجبال، فيمكن تخمين ماذا كان عليه مجرى النيل الأصلي.
وأفريقية هي قارة مهاد،
2
ومفاوز،
3
وهي القارة الوحيدة التي يمكن إطلاق هذا الاسم عليها مع استثناء هضبة البحيرات الكبرى، ومما حدث عند انفتاق وجه القارة أن ظهرت فرجة تمتد من روديسية إلى وادي الأردن مشتملة على البحر الأحمر، وقد انفجرت النار من جوف الأرض وألقت كتلا عظيمة وجعلت منها جبالا واسعة الفوهات، وفتحت على سفح هذه البراكين ذلك الوادي الذي تكونت فيه البحيرات وجرت منه الأنهار، وقد انقسمت الفرجة إلى ذراعين في جنوب حوض النيل، فاتجهت الذراع الشرقية إلى كينية وكونت كليمنجارو وكونت الذراع الغربية ثلاث بحيرات واقعة في غرب بحيرة فيكتورية، وتمثل هذه البحيرة انخفاض الهضبة بين الذراعين.
ومهما يكن من ريب في معارفنا فإن مما تلوح صحته تكون البحيرات السبع بأفريقية الوسطى في تاريخ حديث نسبيا، وتمدد سهول واسعة في مكان بحيرة فيكتورية الحاضرة، وخد
4
Shafi da ba'a sani ba