11
إلى واد يتسع بسرعة، ويجد النيل نفسه للمرة الأولى تجاه ظاهرة عجيبة ترجع إلى ما قبل التاريخ، فالفيل يدنو من النيل نحو المساء.
هو ضخم، هو آخر من سيطر في تلك الأرض على جميع المخلوقات الأخرى، هو الأقوى الذي لا يقدر على مقاومته حيوان ولا شجر، هو الذي لا يبالي بشك شوكة
12
أو لسع ثعبان، هو شاعر كالعظماء بقدرته التي لا يحتاج من يخشاها، هو ليس فحورا ولا ضاريا، هو أكرم الحيوانات وأذكاها طرا، هو حليم طيب المزاج مع شدة انتقام عندما يدافع عن صغاره تجاه هجمات الإنسان الغادرة، هو مجهز بأصغر العيون في أكبر الوجوه وبأدق صماخ
13
تحت أعظم لغد
14
هو ذو عضو نصفه أنف ونصفه ذراع وذو عاج يستطيع أن يتلف به كل شيء، هو لا يخرب غير الضروري مع ذلك، هو قلما يرهب أو يصطاد الحيوانات الأخرى، هو لا يأكل منها، هو يغتذي بالعشب الغض وبقشر الشجر وبالثمر كغيلان الأقاصيص، هو إذا ما وطئ الأرض بقوائمه الهائلة كان دوسه من الحفة كدوس الجائل، والحق أن هذا الحيوان الذي يرجع إلى ما قبل الطوفان بعيد من الثقل والتوحش، والحق أنك تبصر الهدوء في نظره وسيره.
وفي سالف الأدوار كان الفيل معروفا في جميع الأرض، وليس في العالم مكان وجد فيه من العاج مثلما وجد في منطقة مضيق برنغ،
Shafi da ba'a sani ba