وفوق انحدار متوتر، وفي وسط غدير، يحيط سياج من الخيزران بمنفذ تزيد استدارته زيادة قليلة على متر مربع، ويجري بهدوء، ومن بئر ذات عمق متوسط، ماء صاف بارد خال من حبب
8
إلى خندق ضيق ويتوارى وراء الأيكة نحو الشرق، وهذا هو منبع النيل الأزرق، ويوضح أصله البركاني هذا الوضع الغريب. ولنقابل صغره وسكونه وروقه بالمسقط القاصف كالرعد والذي يلد به النيل الأبيض لنبصر درجة اللغو في الحكم عند أول نظرة على مصاير الموجودات، فالمنبع الصاخب ينال صفة الاتزان والوقار، والجدول الصغير النزير
9
يكون له من المغامرات ما يقضي العالم منه العجب.
ويجري النيل الأبيض ألف ميل قبل أن يمجد كإحدى عجائب الدنيا، وعكس هذا أمر النيل الأزرق الذي يعبد صبيا في المهد كعيسي، وهنا لاح نجم لأحد ملوك الشرق البعيد، ويخبره هذا النجم بمولد إنسان قوي في الجبال هنالك يحمل سلطان الرب وعزته من بين الصحراء حتى شواطئ البحر.
والنصارى والوثنيون يصلون في ذلك المكان، والأكواخ ذات السقوف القصبية
10
الفائضة الواقعة بالقرب من هذا المنبع ومن منبعين أقل منه أهمية هي كنائس حبشية رسمية، والرجل اللحيان
11
Shafi da ba'a sani ba