من شباه البشر؟
وفيما تكون السماء زرقاء صافية إذ يسمع من بعيد قصيف رعد، فيدوي من كل ناحية صوت قائل: «البحر!» وهنالك ينطلق ألوف الرجال والنساء المخيمين في الوادي حاملين خيامهم ومتاعهم لائذين بالفرار.
وأولئك الأعراب الكسالى الجبريون، وإن كانوا يحسبون الزمن تبعا للقمر والنجوم، يباغتون في كل عام بانحدار النهر من الجبل الشاهق في وسط شهر يونيو ، وفي بضع دقائق يتحول الهدير إلى زئير يعد إشارة مرجوة مرهوبة، وفي مصر - وعلى بعد ألوف الكيلومترات من المجرى التحتاني - يطلع المهندس برقيا، وبين ساعة وساعة، على تقدم الفيضان وارتفاع الماء وعلى ما يحتويه من غرين، وذلك مع عدم وجود راكب جمل مهري
14
يخبر ساكني الوادي أولئك عما يقع بعد دقيقة، وهزيم الرعد وحده هو الذي ينبئهم بذلك.
والبحر ثائر! والبحر سور سائر يبلغ من الاتساع خمسمائة متر، والبحر يدحرج أمواجا سمرا ويجحف
15
أشجارا ويجرف خيزرانا ويجلب غرينا.
وإذا ما وصل النهر بغتة بعثت الحياة على الضفاف من فورها، والغيث هنالك، وتنمو البراعم
16
Shafi da ba'a sani ba