Kogin Nil A Zamanin Fir'auna Da Larabawa
النيل في عهد الفراعنة والعرب
Nau'ikan
قال المسعودي: وكان أحمد بن طولون في سنة نيف وستين ومائتين بلغه أن رجلا بأعلى مصر من الصعيد له ثلاثون ومائة سنة من الأقباط، ممن يشار إليهم بالعلم، وأنه علامة بمصر وأرضها في برها وبحرها وأجنادها وأجناد ملكها، وأنه ممن سافر الأرض وتوسط الممالك، وشاهد الأمم في أنواع البيضان والسودان، وأنه ذو معرفة بأنواع هيئات الأفلاك وأحكامها، فبعث إليه أحمد وأخلى له نفسه ليالي وأياما كثيرة، يسمع كلامه وإيراده وجواباته، فكان فيما سأله عن طول الأحباش على النيل وممالكهم، قال: لقيت من ملوكهم ستين ملكا في ممالك مختلفة، كل منهم ينازع من يليه من الملوك، وبلادهم حارة يابسة. قال: فما منتهى النيل في أعلاه؟ فقال: البحيرة. إلى آخر ما ذكره عنه صاحب الأصل، والله أعلم.
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد الأسواني، في كتاب أخبار النوبة من أخبار النيل: «وما شاهدت منه ومن تشعبه وتقسيمه على سبعة أبحر، من بدء علوه واجتماعه ببلدة مقره وتعطفه تعطفا عجيبا قبلي مدينتهم وافتراشه، وأنه يجري بحري دنقلة حتى يكون ما بين شرقيه وغربيه نحو أربعين فرسخا، ويتضايق بعد ذلك حتى يكون عرضه دون الخمسين ذراعا، وتكون الجنادل معترضة في غير موضع منه حتى يكون انصبابه في بابين أو ثلاثة أبواب.»
قال: «وقلعة أصفون أول الجنادل الثلاثة، وهي أشد الجنادل صعوبة؛ لأن فيها جبلا معترضا من الشرق إلى الغرب في النيل، والماء ينصب من ثلاثة أبواب، وربما يرجع إلى بابين عند انحداره شديد الخرير عجيب المنظر، لاندفاق الماء من علو الجبل، وقبليه مرسى حجارة في النقل نحو ثلاثة أبرد إلى قرية تعوق بيسير، وهي آخر قرى ميرس وأول بلاد مقره.»
قال أبو محمد عبد الله بن محمد الأسواني في كتاب أخبار النوبة، عند ذكر ناحية يقرن ما نصه:
وما رأيت على النيل ناحية أوسع منها، وقدرت أن سعة النيل فيها من المشرق إلى المغرب مسيرة خمس مراحل،
9
الجزاير تقطعه والأنهار منه تجري بينها على أراض منخفضة وقرى وعمائر حسنة. انتهى.
قلت: وطريق الجمع بين هذا وبين ما تقدم نقله عن صاحب خزانة التاريخ أن عرضه مختلف بحسب بلاد النوبة أيضا، ففي بعضها كما قاله صاحب خزانة التاريخ، أعني ثلاثة أميال فما دونها، وفي بعضها كما قاله الأسواني، أعني خمس مراحل، وهذا جمع حسن، ولا مانع من ذلك؛ لأن سبيله المشاهدة، والله أعلم.
قالوا: ومن وراء مخرج النيل الظلمة.
10
Shafi da ba'a sani ba