Kogin Nil A Zamanin Fir'auna Da Larabawa
النيل في عهد الفراعنة والعرب
Nau'ikan
وقد قال إكليمندس الإسكندري الذي جاء مصر في عصور الاضمحلال لديانة القدماء الحقيقية: إنهم كانوا يصورون آلهتهم بمنظر وحش يتمرغ على بساط من أرجوان، وإنهم كانوا يقدمون للنيل في مواسم الفيضان ونحوه عبادة خاصة باعتبار أنه المصدر الأقوى لحياتهم الزراعية والعمرانية.
وقد عثر على حجر يرجع تاريخه إلى الأسرة الرابعة، منسوب لابنة الملك خوفو تكلمت فيه عن عبادة المصريين للنيل، ولم تعلم لنا منه الأماكن التي كانت معدة لهذا التعبد، وذكرت عبادته في مدينة ممفيس.
وكان بيت النيل «ولعله منبعه» يدعى في المدن الأخرى باللغة المصرية القديمة «باحعبي»، وأشهر هذه المدن تسمى «هاحعبي»؛ أي قصر النيل، وعلم مما اكتشف أخيرا على حجر من السرابيوم أن هذه المدينة هي مدينة هليوبوليس.
ووجد منقوشا على مائدة للقرابين محفوظة اليوم في متحف فلورانس، ويرجع تاريخها إلى الأسرة الثالثة عبارات ببيان الاحتفالات الدينية التي يقيمها المصريون إكراما للنيل المبارك، وأن عبادته يرجع تاريخها إلى العصور الأولى، وكان عند قدماء المصريين معدودا من الآلهة الثانوية.
والحقيقة أن القيام بالعبادات للنيل كان عاما بأنحاء القطر، ولم يكن مختصا بجهة دون أخرى، وفقط كانت بعض البلاد تمتاز بفخامة معابدها ومبانيها، ونقشوا فيها احتفالات النيل مثل معابد الكرنك وأدفو ودندرة ومدينة هابو.
وكان النيل يمثل في هذه المعابد على شكل إله طبيعي، ويعبدونه باعتقادهم فيه الأقدمية والدهرية.
وكانوا يمثلونه بصفته إلها مقدسا «حعبي»، ويلقبونه إله الخصب والأب المربي، على شكل رجل في ربعان الشباب ممتلئ سمنا ونشاطا، كرجل مترف غني من العظماء، يعلق على تمثاله حليا في الصدر يشبه ثدي المرأة، وبطنه مطوية من الشحم، وفخذاه ثابتتان مدورتان أشبه منظر بالغادة الحسناء، ونقشت فوقه هذه الكلمات باللغة المصرية القديمة: «عنخ، أوزا، سنب»، ومعناها الحياة والصحة والقوة. وهكذا كان المصريون يمثلون رسم رجالهم الأغنياء العظماء.
ومن تماثيل النيل ما هو مختلف اللون؛ فبعضها أحمر وبعضها أزرق يحمل على رأسه النباتين البردي واللوطس، رمزا إلى الوجهين القبلي والبحري، وبعض هذه التماثيل مرسوم على جدارن معبد سيتي الأول بأبيدوس ومعابد أدفو ودندرة؛ لأن عبادة النيل كانت منتشرة في جميع الأقاليم كما تقدم.
وترى بالمتحف المصري بالطبقة السفلى الغربية تمثالين لنيل الوجه القبلي ولنيل الوجه البحري، حاملين الأسماك والطيور والأزهار؛ ليقدماها هدية للملك، وكثيرا ما يمثل النيل في كتاب الموتى بصفته الرمزية، وقد نقش على صفحة سلسلة أن النيل هو أبو الآلهة، وأنه خرج من نفسه.
ومن الغريب أن قدماء المصريين شيدوا معابد كثيرة لآلهتهم، ولم يقيموا معبدا للنيل، بل نقرأ اسمه منقوشا على جدران المعابد وقواعد المسلات، وكان له فيها رجال يتخصصون لخدمته.
Shafi da ba'a sani ba