Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Nau'ikan
فإن قيل: فمن الأولى بالترجيح من الأئمة ؟ وهل إلى هذا الترجيح طريق أم لا ؟
قلنا: إذا كان لا بد من الالتزام لمذهب إمام من الأئمة الكرام، كان مذهب إمام الزمان؛ لأن تقليد الحي أولى من الميت، وقد ذكر هذه المسألة المهدي أحمد بن الحسين عليه السلام، قال سائله:
مسألة فيمن كان على مذهب المنصور بالله عليه السلام، والتزم مذهب المهدي عليه السلام اختيارا، ولم يكن من أهل الترجيح، هل يكفيه ذلك ؟ أو لابد من الترجيح، أو التزام إمام الزمن؟
قال عليه السلام: كونه إمام زمانه وجه ترجيح ؛ لأن طاعته واجبة عليه، ولا يكمل دينه إلا بذلك، ولا فائدة في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)) إلا وجوب طاعته، والأخذ بقوله، فأما معرفة شخصه فلم يقل أحد بوجوب ذلك.
ثم سئل: هل تقليد الحي أولى من تقليد الميت ؟
فقال عليه السلام: الجواب : أن تقليد الحي أولى، والوجه في ذلك ما ذكرناه في المسألة الأولى.
ووجه أخر، وهو أن الله تعالى أمر بسؤال أهل الذكر، والسؤال الذي يعقل منه هو سؤال الحي، لا سؤال الميت.
هذا كلام الإمام المهدي عليه السلام، وبه تم الكلام في الموضع الثالث.
فأما المسلك الرابع: وهو فيما يلزم من الإنكار على صاحب هذه المقالة المتقدمة، فقد تقدم الجواب وبيانه في جواب المسألة الأولى وأمثالها.
Shafi 242