Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Nau'ikan
قال المنصور بالله عليه السلام: وقد تركنا قدر ثلاثة عشر كتابا، لم نذكرها كراهة التطويل، وهي عندنا موجودة معروفة، وأول تصانيفه صنفها وهو ابن ستة عشر سنة، بلغت تصانيفه ثمانية وأربعين كتابا، منها ماهو جزء، ومنها ماهو جزآن، ومنها ما هو ستة أجزاء، كما ذكرناه، هذا مع الإشتغال بالجهاد والجلاد، ومقارعة السيوف والصعاد، ومنازلة عفاريت الإلحاد، وإطفاء نيران الفتن في اليمن، وتدمير الفرق الغوية في ذلك الزمن، وكم له عليه السلام من مقام محمود، ويوم مشهود، عاد فيه وسيفه يقطر مهجا، ويسيل لججا، كم طفى وهجا، وأباد منهجا، وخاض غمارا، وعفى آثارا، وأوضح منارا، ودمر شرارا، وأباد كفارا، وحمى ذمارا، وأنقذ من الهلاك أخيارا، هدى العباد، وأصلح البلاد، وعمر بالرشاد، وقمع أرباب الفساد، وقوم الاعوجاج، وأثار العجاج، وملأ بالخيل الفجاج، وجلا براهين الحجاج.
هذا مع ما له عليه السلام من العبادة والزهادة، ومن وقف على تصانيفه عليه السلام، أيقن أنه لاحظ لصاحبها في غير التصنيف والتأليف، والرسائل والمسائل، ولم يدر أنه كلام من يتغمس في الحرب، فيقط الرقاب، ويجدل الأبطال، ويعود وسيفه ينطف دما، ويسيل مهجا، كما قال عليه السلام في بعض أشعاره:
Shafi 199