Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Nau'ikan
وقال الفقيه محمد الديلمي رحمه الله؛ إنه يجب لعن معاوية، وأطلق، ولعله يريد عند التهمة بموالاته، كما ذكرناه، ولكن أصبحنا في دهر كاد يدخل مذهب الحشوية في قلوب شيعته، وتثمل بصائرهم عن فتنة معاوية وبدعته، ولله القائل:
بنو الطمث معروفون في كل ناحية .... ببغضهم آل النبي علانية
إذا قيل مولاكم علي توثبوا .... علي وقالوا لم تسب معاوية
[الفرق بين التوقف في معاوية وبين التوقف في غيره من المتقدمين لعلي عليه السلام]
وأما النمط السابع: في هل توقف في معاوية من يعتد به من المعتزلة والزيدية، فقد أشرنا إلى مذهبهم أولا، والمعلوم إجماع الزيدية والمعتزلة على أن معاوية لا يستحق الترضية، وإن اختلفوا في فسقه أو كفره، فالتوقف أمر آخر لم يقل به قائل، وإنما يتوقف في الصحابة لسوابقهم الجميلة في الإسلام، وجهادهم أعداء العزيز العلام، ومحبتهم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ووقوع تلك الهفوة التي جهل لفضلهم قدرها، ولم يعلم على التحقيق أمرها، فأما معاوية فهو مغناطيس الشرور والآثام، والمتفرد بركوب القبائح العظام، ولله در الصاحب الكافي حيث قال:
قالت معاوية الطاغي أتلعنه .... فقلت لعنته أحلى من العسل
---
Shafi 177