Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Nau'ikan
وكونه خالا للمؤمنين فلا تعصمه من النار؛ لأن ولادة النبوة أبلغ في باب الحرمة من خؤولة الإيمان، فلم تعصم ولد نوح ولادته لما عصى الله سبحانه وتعالى، ولله من قال:
يا أمة ملك الضلال زمامها .... فتهالكت في خالها الملعون
[بحث في أن المرضي عن معاوية يخطئ عليا عليه السلام]
وأما النمط الثالث: وهو في أنه لا واسطة بين الترضية عن معاوية، والتخطية لعلي عليه السلام، فلأنا قد بينا حكم معاوية -لعنه الله- -، والمرضي عنه لا يخلو إما أن يرضي عنه واعتقاده فيه أنه فاسق بحرب علي عليه السلام، ولما سبق من الأدلة، أو غير معتقد لذلك.
* فإن كان الأول، فقد أوقع الترضية في غير محلها، وهي لا تكون إلا للمؤمنين، وإلا لزم من ذلك جواز الترضية على الشيطان، والترحم على عباد الأوثان، وهذا مما لم يقل به أحد.
* ولم يبق إلا أن الذي يرضي على معاوية، معتقد أنه أهل للترضية، منزه له عن القبائح في أفعاله وأقواله، ومن ذهب إلى هذا فقد اعتقد في علي الخطأ لمحاربة من لم يصدر منه قبيح على الإطلاق بزعم صاحب هذه المقالة، وهل هذا إلا نفس الضلالة والتزام الجهالة؟!
Shafi 174