377

المكان إما أن يكون جوهرا ، أو عرضا ، فإن كان جوهرا ، فإما أن يكون قائما بذاته غنيا عن غيره أو لا.

والأول هو البعد المفطور الذي بين طرفي الإناء الخالي مثلا أو شبهه ، فإن بين غايات الإناء الحاوي للماء أبعادا ثابتة تتعاقب عليها الأجسام ، مساو لما يملأ الإناء منها ، وكذا بين الجدارين وشبههما. ثم منهم من جوز خلو هذا البعد عن المتمكن (1)، ومنهم من منع. وإن افتقر إلى غيره فهو جزء الجسم إما المادة أو الصورة. وإن كان عرضا ، فإما أن يكون عبارة عن أي سطح كان ، أو عن السطح الباطن من الجسم الحاوي المساوي للسطح الظاهر من الجسم المحوي.

** والأول :

لأنهم يجعلون المكان هو الفراغ المتوهم الذي يشغله المتمكن بالحلول فيه (2) ، وهو المعتمد عندي.

** والثاني :

عليه أشياء هي المتمكنات ، والمادة تتعاقب عليها أشياء هي الصور ، فكانا (4) واحدا.

** والثالث :

وهذان المذهبان باطلان ؛ لأن المكان يفارقه المتحرك بالحركة وينتقل عنه

Shafi 384