344

** المسألة الثانية : في أن الكم لا يقبل الشدة والضعف (1)

إنه من الظاهر البين عند العقل : أنه ليس ثلاثة أشد من ثلاثة أخرى في الثلاثية أو أضعف ، ولا جسم أشد من جسم آخر في الجسمية أو أضعف ، ولا سطح أشد من سطح في السطحية ، ولا خط أشد من خط آخر في الخطية. نعم إنه يقبل الزيادة والنقصان وهو غير الشدة والضعف ، لأن الخط إذا ازداد أمكن أن يشار إليه مع مثل ما كان من الزيادة ، والسواد إذا اشتد لم يمكن أن يشار إليه مع مثل ما كان من الزيادة. والأزيد والأنقص غير منحصر ، وتفاوت الشدة والضعف منحصر بين طرفي الضدين ، لأن الضدين بينهما غاية البعد ، فمعلوم أنه لا يمكن أن يكون عدد أو مقدار أشد في عدديته أو مقداريته من عدد آخر أو مقدار آخر.

** المسألة الثالثة : في الكم بالعرض (2)

اعلم أن الكم هو الذي يقبل لذاته المساواة واللامساواة ، وهنا أشياء تقبلهما ، لكن لا لذواتها ، بل لغيرها ، فتسمى كما بالعرض. وذلك على وجوه أربعة :

أ: أن يكون شيئا موجودا في الكم كالزوجية والفردية والاستقامة والانحناء .

ب : أن يكون الكم موجودا فيه كالأشخاص العشرة ، وكالجسم الذي طوله ذراع (3). والزمان له اتصال ذاتي ، لأنه نوع من الكم المتصل ، واتصال عرضي

Shafi 351